لطالما كرر رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه انه تحت سقف بكركي، ولطالما اكد ان الصرح البطريركي هو مرجعيتنا، وفيه اختار فرنجيه ان يكون لقاء المصالحة التاريخي بينه وبين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.
كما انه لطالما كانت هناك “كاريزما” متبادلة بين سيد الصرح والزعيم الزغرتاوي الذي يحج كل صيف الى الديمان للترحيب بغبطة البطريرك في ربوع الشمال، انما ان يشارك في اجتماع للمطارنة الموارنة في بكركي فهذا الامر شكل مفاجأة وخطوة لافتة من قطب مسيحي سعى لسماع هواجس سيد الصرح والمطارنة الموارنة الذي تربطه بمعظمهم علاقات وطيدة وصداقات، عارضا من ناحية أخرى لرؤيته للامور والاوضاع الراهنة في البلاد وكيفية مقاربة الملفات الحساسة.
في بكركي التي وصلها برفقة ابن كسروان وعضو التكتل الوطني فريد هيكل الخازن استمع فرنجيه واسمع الحاضرين رؤيته وافكاره بوضوح وشفافية، فأكد انه بالدرجة الاولى علينا ازالة الحقد من النفوس، وبكركي هي المرجعية في هذا الاطار، لافتا الى ان هناك مسؤولية وطنية تقع على عاتقنا في ارساء التفاهم والحوار.
فرنجيه الذي كانت مقررة زيارته قبل حادثة الجبل تطرق الى ما جرى، داعيا الى التحلي بالمسؤولية لان الامور قد تفلت من يد الجميع، مؤكدا ان الدولة القوية هي التي تستوعب الكل.
للمسيحيين هواجس يقول المطارنة الموارنة، فيعتبر فرنجيه ان كل هذه الهواجس بعضها صحيح وبعضها مبالغ فيه، وهواجس التوطين والوجود السوري والتهميش وتملك الاراضي تتم معالجتها بالتوافق والحوار وليس بالاستفزاز والتحدي.
واذ اعتبر فرنجيه ان الامن السياسي اهم من الامن المباشر كشف ان المرحلة المقبلة في المنطقة هي مرحلة تفاهمات وعلينا جميعا في لبنان ان نتحضر لمواكبتها.
ومن مقر رأس الكنيسة المارونية وجه فرنجيه رسالة ايجابية الى رأس الدولة اللبنانية الذي “نتكل على حكمته وقدرته على استيعاب الجميع” معتبرا انه مع انتخاب الرئيس ميشال عون عاد الحوار بين كافة الاطراف وتبدلت صورة الشرخ الكبير والانقسام والقطيعة التي كانت سائدة منذ العام 2005.
في المحصلة كانت خطوة فرنجيه باتجاه بكركي لافتة ومميزة، كما كان اللقاء ايجابيا على مختلف الاصعدة وهذا ما اكدته مصادر مشاركة في الاجتماع لـ″سفير الشمال″.
مواضيع ذات صلة:
-
هكذا تم ترميم تمثال يوسف بك كرم.. وهكذا عاد الى إهدن…حسناء سعادة
-
منازل إهدن ستكون ″منوّرة″ طيلة الصيف… حسناء سعادة
-
إهدن تحيي ذكرى مجزرتها الأليمة.. بشجاعة المصالحة… حسناء سعادة