وضع وزير البيئة فادي جريصاتي محافظة عكار تحت المهجر، فالقى الضوء على أبرز مشاكلها البيئية، وذلك بعد أن أنهكت المحافظة جراء التلوث وكثرة التعديات التي شوهت غاباتها وقضمت جبال بأكملها، (في عكار 55 مقلعا ومرملة، البعض منها مغلق) لصالح سماسرة وتجار الترابة، وبعد أن تم تشويه الشاطئ جراء الشفط المتكرر على مدى سنوات لرموله فتم “تزليطه” بشكل شبه كامل، وبعد أزمة النفايات المستفحلة التي عجز رؤساء الاتحادات والبلديات عن إيجاد حلول لها أقله لجهة الفرز من المصدر، فتم اللجوء الى المكبات العشوائية (15 مكبا عشوائيا) ، فضلا عن الاعتماد على مكب سرار في الدريب الأوسط الذي يستوعب 90 % من نفايات عكار، والذي توقف العمل به منذ مدة. وعقب إرتفاع صرخة الأهالي والمزارعين في محاولة لحماية مياهم الملوثة بسبب الصرف الصحي.
توجه وزير البيئة فادي جريصاتي ومن ضمن جولاته على مختلف المناطق اللبنانية الى المحافظة للتعرف على بعض معالمها الطبيعية ولقاء فاعلياتها، فأمضى يومين تمكن خلالهما من تكوين فكرة واضحة عن جمال المحافظة وما تختزنه من ثروة طبيعية فريدة من نوعها في كل منطقة حوض البحر المتوسط.
حرص الوزير جريصاتي على عدم إعطاء زيارته طابعا سياسيا، بالرغم من لقائه كوادر التيار الوطني الحر، الا أنه زار مختلف المناطق ووعد بزيارات أخرى تشمل باقي مناطق عكار المترامية الأطراف.
بدا جريصاتي ناقما على الواقع القائم، عازما على التغيير نحو الأفضل ومعالجة المشاكل الحالية، وهو حرص على لقاء المجتمع المدني والناشطيين البيئيين فاستمع الى مخاوفهم واقتراحاتهم، كما لم يزعجه الاعتصام الرمزي الذي نفذته مجموعة ″عكار ـ معا للتغيير″ أمام سراي حلبا تزامنا مع زيارته الصباحية للسراي، بل إستمع الى مطالبهم واقتراحاتهم العلمية.
شدد جريصاتي مرارا في مختلف محطات جولته على ضرورة احداث التغيير، كما وضع رؤساء الاتحادات الذين التقاهم في محافظة عكار، بحضور المحافظ عماد لبكي أمام مسؤولياتهم وأكد على ضرورة منع المكبات العشوائية لافتا الى أن قانون 80 يسمح بالادعاء على رؤساء البلديات ورفع الحصانة عنهم بحال الاستهتار في موضوع المكبات وعدم معالجتها.
جريصاتي الذي قدم للمرة الاولى ورقة جدية تستحق النقاش لتنظيم قطاع المرامل والكسارات، بعنوان مسودة “السياسة المتكاملة لقطاع محافر الرمل والاتربة والمقالع والكسارات”، ما من شأنه أن يوفر الكثير من التلوث والتشويه للطبيعة اللبنانية، وتأمين مداخيل للخزينة بمليارات الدولارات. إذ شدد خلال لقاءاته على أن أصحاب المقالع يجب أن يرخصوا من الدولة ويدفعوا ضريبة للخزينة، فالواقع لن يبقى على ما هو عليه، وبالتنسيق مع وزيرة الداخلية سوف نتمكن من ضبط المخالفات والحفاظ على ثروتنا البيئية للأجيال القادمة.
وشدد جريصاتي على دور المجلس الوطني للمقالع في إدارة هذا القطاع، مع التأكيد على ″واجبات الحكومة في تأمين المواد الاولية لقطاع لبناء وفق الجدوى البيئية والاقتصادية الأنسب″،. وأكد أننا سنعمل على وقف حالات الالتفاف على النصوص والالتزام بمضمون استشارة هيئة التشريع والاستشارات العام 2005 التي وصفت المهل الادارية بمثابة ″القرارات الادارية المعدومة الوجود″.
أعرب جريصاتي مرار عن ذهوله لجمال غابات عكار ومعالمها، وتحديدا غابة القموعة التي تتربع فوق كل القرى العكارية بدءا من 1500 مترا لغاية 1700 مترا عند سهل القموعة الفريد من نوعه على ارتفاع بهذا الحجم في حوض المتوسّط. وغابة العذر الفريدة من نوعها والتي تضم نحو أربعة آلاف شجرة سنديان من فصيلة (Iron oak) وهي أشجار عملاقة ومستقيمة وكثيفة.
من بلدة فنيدق بدا جريصاتي حازما في مسألة حل الخلاف القائم حول منقطة القموعة بين فنيدق وجارتها عكار العتيقة، داعيا الى أهمية إعلانها محمية لأن هذه الغابات ليست ملك أحد، بل هي ملك الشعب اللبناني، كما أن القموعة تعتبر الخزان المائي لكل محافظة عكار وتنبع منها الأنهر الرئيسية .
كما زار نهر ابو موسى″ المعروف بنهر البارد الذي يغذي بحيرة عيون السمك التي تشكل ابرز البحيرات الطبيعية على هذا النهر، وهي انشئت بالاساس لتوليد الطاقة الكهربائية. قبل أن تغزوها النفايات والمياه البتذلة. وكذلك تفقد شاطئ عكار، نقطة السمونية في سهل عكار للاطلاع على قنوات الصرف الصحي التي تخترق بعض البلدات.
أما في ما يتعلق بمكب سرار فأكد جريصاتي”أنه الحل الوحيد لنفايات عكار، وهو يدخل ضمن خطة وزارة البيئة، مؤكدا أن المطلوب إستكمال أعمال تحويل مكب سرار إلى مطمر صحي وإنشاء منشآت معالجة للمعمل الذي يتم انشاؤه ايضا، مؤكدا اننا لن نقبل بعد اليوم أن تقوم وزارات أخرى بعمل وزارة البيئة فخطة النفايات هي مهمة وزارة البيئة وأنا ناقشت هذا الأمر مع وزيرة التنمية الادارية مي شدياق″.
كما زار جريصاتي محمية عودين في عندقت، بلدة عكار العتيقة، رحبة ، بلدة شدرا الحدودية، ومحمية كرم شباط.
مواضيع ذات صلة:
-
معالجة أزمة نفايات عكار متوقفة باتظار التراخيص… نجلة حمود
-
إهمال الشركة المتعهدة ″هومن″ يهدد حياة المواطنين… نجلة حمود
-
رفع التلوث مطلب أهالي عيون السمك… نجلة حمود