معالجة أزمة نفايات عكار متوقفة باتظار التراخيص... نجلة حمود

يعود مكب سرار في عكار الى الواجهة مجددا، ولكن هذه المرة ليس من باب أزمة نفايات العاصمة بيروت، ولا طلب ترحيل أطنان من النفايات من خارج عكار الى المكب، وانما من باب توقف العمل في الهنغارات والانشاءات التي تقوم بها الدولة التي وقّعت بروتوكولاً مع الاتحاد الأوروبي عام 2016 لتطبيق خطة ″سوام 1″ المخصصة لمنطقتي عكار والبقاع. الخطة التي وضعتها وزارة التنمية الإدارية، ووافق عليها مجلس الوزراء عام 2014، تتضمن تحويل مكب سرار إلى مطمر صحي وإنشاء منشآت معالجة ودعم تشغيل المنشآت وصيانتها وتقديم الدعم في المجال القانوني وشراء المعدات وتنفيذ الأعمال خلال مدة أقصاها ثلاث سنوات.

فأين أصبح المشروع الذي عولت عليه بلديات عكار كحل جذري لمشكلة النفايات المستعصية؟ وتحت أي ذريعة تم إيقاف العمل بمشروع تقوم به إحدى وزارة الدولة اللبنانية؟ وهل ما يجري يعد منطقيا؟.

طوال سنوات عجزت بلديات عكار واتحاداتها عن إيجاد حلول من شأنها على الأقل الحد من مشهد النفايات المنتشرة في الشوارع وعلى الأتوسترادات والطرق العامة. هذا فضلا عن المكبات العشوائية المنتشرة في كل مكان، الأمر الذي يؤدي الى مشكلة بيئية وصحية ويهدّد الثروة الحرجية. ناهيك عن خطر تلوث المياه جراء تحلل النفايات التي تتكدّس طوال فصل الشتاء، قبل أن يتم حرقها مع بداية فصل الصيف، حتى أن كل الاتحادات من دون إستثناء فشلت في ايجاد حلول وخطط واضحة من شأنها أقله الفرز من المصدر وتنمية هذه الثقافة لدى الأهالي، على الرغم من قانون الادارة المتكاملة للنفايات الصلبة الذي صدر أخيرا.

يستحوذ موضوع النفايات على اهتمام وزير البئية فادي جريصاتي الذي يزور محافظة عكار اليوم للاطلاع على واقع مكب سرار، وتفقد الأعمال داخله، فضلا عن اجتماع سوف يجمعه مع رؤساء الاتحادات في سراي حلبا الحكومي، بحضور محافظ عكار عماد لبكي للبحث في سبل حل أزمة النفايات. فهل سيتمكن وزير البيئة من التوصل الى صيغة لحث البلديات على ايجاد حل جذري لمشكلة النفايات؟.

من بين عشرات المكبات المنتشرة في قرى عكار وبلداتها، يعد مكب سرار (مسجل باسم ″شركة الأمانة العربية″) الأكبر. إذ يستقبل يوميا بين 300 و350 طنا من نفايات أربع مناطق رئيسة هي: الشفت والجومة والدريب وساحل القيطع. يقع المكب في وادي سعدين، في منطقة غير مأهولة ولا تضم أي نوع من المزروعات، وبعيدة عن المنازل حوالى أربعة كيلومترات.

يؤكد مدير ″شركة الأمانة العربية″ خالد الياسين، أنه تم اختيار منطقة سرار ″لكونها ملائمة للمشروع لجهة المساحة والموقع البعيد كليا عن المنازل السكنية، كما أنها تستوعب 90 في المئة من نفايات عكار. وبالتالي هذا المشروع سيكون شاملا لكل المنطقة″، لافتا الى ″أن تنفيذ مشروع المعمل لمعالجة النفايات بلغ مراحل متقدمة، حيث تم تركيب الهنغار، والمعدات المخصصة للفرز من المفترض أن تصل في غضون أشهر بعد اجراء المناقصات لتلزيم استيرادها وتركيبها وتشغيلها، ولكن توقف العمل في المعمل والمطمر الذي يقع من ضمن الخطة، وذلك بعد اجراء الفحوص المخبرية التي تؤكد صلاحية التربة تسبب بتأخر المشروع، وكل ذلك تحت ذريعة الحصول على التراخيص اللازمة″.