عيد السيدة في زغرتا.. هريسة ومسيرة أربع ساعات وتراشق بالمياه… حسناء سعادة

يختلف مشهد مدخل حي سيدة زغرتا في عيد انتقال السيدة العذراء في 15 آب عن عادته اليومية الهادئة نسبيا خلال فصل الصيف، فـ″دسوت″ الهريسة تتكوّم عنده حيث تتوهج تحتها النار القوية لانضاج ″بركة العيد″ قبل ساعات المساء فيما الناس زرافات زرافات الى الكنيسة، هو ايضا يوم لا يشبه بقية الايام فالحي يعج بالوافدين من مختلف المناطق اللبنانية وبالاخص بالزغرتاويين الآتين إما من إهدن سيرا على الاقدام أو من بيروت لتكريس تقليد يقضي بزيارة كنيسة سيدة زغرتا الاثرية في مثل هذا اليوم من كل سنة.

ليست الهريسة وحدها من ينتظر توافد المؤمنين، فشراب ″الياسما″ التقليدي متوفر، إما بيعا في اكشاك صغيرة واما توزيعا من قبل بعض العائلات لراحة انفس أمواتها، فيما الابرز هو صفوف المؤمنين الوافدين من اهدن الى الكنيسة سيرا على الاقدام ما يعني مسيرة نحو اربع ساعات تكريما لسيدة زغرتا التي يعتبرها كل مواطن زغرتاوي شفيعته ويحملها صورة او تمثالا معه في بيته او في ترحاله.

أفواج من الناس تزحف باتجاه زغرتا والكلمة السارية المفعول للجميع يكون مقبول فمنهم من يسير ايفاء لنذر ومنهم من يسير تكريما للعذراء ومنهم لتبقى شفيعته ساهرة على عائلته الصغيرة والكبيرة وعلى البلدة التي تكرمها افضل تكريم، في حين يلاقي هؤلاء المؤمنين على طول الطريق مؤمنون اخرون يضعون طاولات امام منازلهم او محالهم التجارية لتقديم المياه العذبة الى السائرين، فيما يتميز شباب وطلاب المرده في نصب خيم على طول الطريق من اهدن الى زغرتا لمواكبة الوافدين وتقديم المياه وغيرها من الاحتياجات في حين تجول سيارات الصليب الاحمر اللبناني على الطريق صعودا ونزولا تحسبا لاي طارىء ولنقل من لا تسعفه رجلاه على اكمال السير وتقديم الاسعافات الاولية.

للاحتفال بعيد انتقال السيدة العذراء في زغرتا نكهة مميزة تبدأ باليوم الذي يسبق العيد اذ يجتمع الاهالي لتنظيف الكنيسة وشطف ساحاتها الخارجية ليختتم العمل بتراشق المياه بين الصبايا والشباب ولا يسلم احد من هذه المهمة التقليدية لا المارة ولا زوار الكنيسة غير ان الضحكة والدعاء هما القاسم المشترك بين الجميع والبلل بركة بنظرهم طالما هو من امام كنيسة سيدة زغرتا.

احتفالات العيد تضفي بهجة على الحي القديم في زغرتا الذي ينتظر هذه المناسبة سنويا لما لها من مكان في وجدان الاهالي الذين يسيرون على التقليد ذاته منذ مئات السنين ولا يتعبون لا بل ان عددهم الى تزايد سنة بعد اخرى لتختتم الاحتفالات والمسيرات الفردية او الجماعية بقداديس احتفالية توزع اثرها الهريسة على جميع المشاركين

Post Author: SafirAlChamal