المستقبل يستشعر الخطر بعد زيارة ميقاتي للضنية … عبد الكافي الصمد

كشفت زيارة الرئيس نجيب ميقاتي أول من أمس إلى الضنية، ليس فقط حجم نفوذه فيها وتمدّده إليها في السنوات الأخيرة، وتبنيه ودعم مرشحين منها بهدف خوض الإنتخابات النيابية المقررة في 6 أيار المقبل، بل أظهرت حجم الأزمات الكبيرة التي يعانيها تيار المستقبل في المنطقة، ومحاولاته اليائسة بقاءه مهيمناً على تمثيل المنطقة نيابياً.

بعدما كان النائب السابق جهاد الصمد هو الخصم الرئيسي الوحيد الذي واجه التيار الأزرق في دورتي إنتخابات 2005 و2009، وحصد فيهما بين 33 و36 % على التوالي من أصوات المقترعين في الضنية، يجد تيار المستقبل هذه الأيام نفسه في موقع حرج وهو يواجه مرشحين آخرين، ينافسونه جدّياً لكسر هيمنته على تمثيل المنطقة نيابياً، وإعادته إلى حجمه الطبيعي.

هذا الحرج ترجم نفسه أزمة متشعبة ومتعددة الإتجاهات لم يجد التيار الأزرق سبيلاً للخروج منها، وهي بدأت مع إنخفاض شعبية التيار ونائبيه في الضنية، بالتزامن مع تراجع شعبيته وخدماته فيها، وفشله في إحداث نقلة نوعية وتركه بصمات إنمائية فيها بالرغم من هيمنته على مقعدي الضنية النيابيين على مدى 13 عاماً، وصولاً إلى ما تسبب به القانون الإنتخابي الجديد القائم على مبدأ النسبية والصوت التفضيلي من أزمة بنيوية عميقة داخل البيت الأزرق، وبين مرشحيه النائب قاسم عبد العزيز وسامي فتفت نجل النائب أحمد فتفت.

كل ذلك يأتي وسط أجواء إنتخابية حامية وقاسية لم يختبرها تيار المستقبل من قبل، تهدده بفقدان أحد مقعديه بشكل حتمي، وتجعله يخوض إنتخابات صعبة من أجل الحفاظ على مقعده الثاني، في مواجهة خصوم قدامى وجدد.

فالصمد عزز في السنوات الأخيرة حضوره الشعبي في الضنية، وتحوّل إلى رقم صعب فيها، وميقاتي بترشيحه محمد الفاضل وجهاد اليوسف على لائحته، جعل تيار المستقبل يضرب أخماساً بأسداس في مواجهة خصم يفوقه خدماتياً ومالياً وله حضوره الشعبي الوازن، فضلاً عن تمدّد الوزير السابق أشرف ريفي إلى المنطقة، ومرشحي المجتمع المدني ومستقلين، وهؤلاء سوف يأكلون من صحن التيار الأزرق إنتخابياً، ويقاسمونه أصوات الناخبين في كل بلدة وقرية وحي وعائلة ومنزل.

هذا الوضع المستجد جعل قيادة تيار المستقبل تعاني إرباكاً غير مسبوق، وتخبط على أعلى المستويات، وهو ما ترجم في ممارسات إستفزازية قام به بعض مسؤوليها في المنطقة وأنصارها على الأرض، أعطت مؤشراً على أن تيار المستقبل يستشعر أن الأيام المقبلة ستكون صعبة جداً عليه.

فمنذ الإعلان عن موعد زيارة ميقاتي إلى الضنية، إستنفر ناشطو تيار المستقبل أنفسهم على مواقع التواصل الإجتماعي وعلى الأرض، للتشويش وعرقلة زيارة ميقاتي، فقاموا بالتحريض عليه، وهددوا بافتعال مشاكل له خلال زيارته، كما حصل معه قبل أيام في بلدة القلمون، الأمر الذي استنفر مناصري ميقاتي في الضنية وهدّدوا بالرد، وأنهم لن يسكتوا، ما دفع منسقية تيار المستقبل في الضنية إلى إصدار بيان توضيحي نفت فيه ما نُسب إليها من اتهامات في هذا المجال.

ومع ذلك فقد شهدت بلدتي سير وقرصيتا، مسقط رأس مرشحي لائحة العزم محمد الفاضل وجهاد يوسف، إشكالات كانت تطوق سريعاً، من تمزيق صور واستفزازات، كانت فاعليات البلدتين من رؤساء وبلديات ومخاتير ومنسقي التيار يتدخلون لمعالجتها.

إستياء تيار المستقبل من زيارة ميقاتي يعود إلى أن مرشحيه الفاضل واليوسف ضربوه في عقر داره، سواء في بلدة سير مسقط رأس فتفت، أو قرصيتا التي كانت تعتبر معقلاً لتيار المستقبل كونه حصد في الإنتخابات النيابية ما لا يقل عن 85% من أصوات ناخبيها، ولكن الوضع تغير كليّاً اليوم في البلدتين، فإضافة الى مزاحمة الصمد للتيار فيهما، فإن تسبب دخول مرشحي ميقاتي، عدا عن مرشحي ريفي، في توجيه ضربة قوية لحظوظ مرشحي التيار بالفوز.

وعليه، فقد لقي إعتراض تيار المستقبل على زيارة ميقاتي الضنية إستياءً واسعاً في المنطقة، ووجه ناشطون أسئلة إلى مناصري التيار الأزرق في المنطقة، أبرزها: ″هل ترضون أن يعترض أحد زيارة الحريري المرتقبة إلى الضنية بعد أيام، وكيف ترضون لأنفسكم ما ترفضونه لغيركم، ثم من طوّب الضنية باسمكم حتى تعرقلون الآخرين من دخولها، وإذا كنتم لا تقبلون بالمنافسة الديمقراطية، ولا تعترفون بالربح والخسارة في الإنتخابات النيابية، فلماذا تخوضونها اصلاً؟″.

مواضيع ذات صلة:

 

 

Post Author: SafirAlChamal