إنتخابات الكورة تتنازعها الزعامات المارونية والسنية… فاديا دعبول

تحظى الكورة باهتمام بالغ من بعض الاقطاب السياسيين في الانتخابات النيابية المقبلة، لتأمين فوز مرشحيهم، والمحافظة قدر الامكان على مواقعهم التي سبق أن حصلوا عليها إن في الظروف السياسية العادية او الاستثنائية.

وفي ظل هذا المناخ تشتد المنافسة بين اللوائح الاربعة ″معا للشمال ولبنان″، ″الشمال القوي″، ″كلنا وطني″ و″نبض الجمهورية القوية″. كما ينشط العمل ضمن اللائحة الواحدة على حجز الاصوات التفضيلية بأساليب شتى، ما يجعل الماكينات الانتخابية تعمل بجهد غير مسبوق، وتعقد لقاءات عامة وتطرق الابواب الخاصة من اجل الصوت التفضيلي الواحد.

وفي حين تعمل لائحة معا للشمال ولبنان من خلال مرشحيها المردة والقومي وبطرس حرب ومستقلين يدا واحدة، لكسب حاصل انتخابي مرتفع، في الدائرة الثالثة، يساهم في تأمين تمثيلها الى جانب زغرتا في الكورة والبترون وبشري، فان المرشح في الكورة عبدالله الزاخم يخوض معهم المعركة في تجربة تعتبر أولى.

وفيما ترى مصادر مطلعة أن حظوظ لائحة التيار الوطني الحر متوفرة في الكورة بفوز النائب نقولا غصن المدعوم من تيار المستقبل او المحامي جورج عطالله المنتمي للتيار، يعد النائب فادي كرم الاوفر حظا على لائحة القوات والكتائب.  

وتجاه الحالة التنافسية الحامية في الكورة يرى مرشح الكتائب البر اندرواس ان اجواء الانتخابات مريحة اذا ما بقي التنافس في اطاره الشرعي. متمنيا على الدولة ان تبقى راعية للانتخابات لا ان تكون شريكا فيها. مسجلا مخالفات جمة في مهلة الـ40 يوما التي تسبق الانتخابات من شراء الذمم، والتوظيفات المقيدة لدى لجنة الاشراف على الانتخابات، والتي لا بد ان تتخذ اجراءات تجاهها من باب المحاسبة، لتامين العدالة بين جميع المرشحين على حد قوله.

هذا وتتنازع الساحة الكورانية الزعامات السنية والمارونية على المقاعد الثلاثة الارثوذكسية،  للفوز بها وبتمثيلها في الندوة البرلمانية. حيث انه لم يتمكن اي نائب من تمثيل طائفته او التحدث باسمها في المرحلة النيابية الحالية.

هذا الواقع المازوم والمشوه للتمثيل الارثوذكسي الصحيح يجعل بعض المراقبين والمهتمين يجاهرون بحسرة ان الكورة لو كانت سنية او شيعية او درزية الانتماء كان قد تمكن مرشحوها من تشكيل لوائحهم بانفسهم دون تدخلات من خارج القضاء او كانت اللوائح توزعت في اطار آخر. الا ان هذه التبعية تعكس امتعاضا لدى الارثوذكسيين الكورانيين لاسيما المستقلين. حيث ان علمانية الكورة الارثوذكسية اتاحت المجال لجميع التيارات والاحزاب السياسية التنامي فيها في حين ان هذا الانفتاح كان ليشكل نعمة على اهلها وليس نقمة لو تم توجيهه بشكل جيد واستثماره لمصلحة البلاد وليس العباد.

مواضيع ذات صلة :

Post Author: SafirAlChamal