الكورة: زيتون أنفه يجتاحه السل… فاديا دعبول

يجتاح بساتين الزيتون في أنفه مرض السل، وقد اكتشفت هذا الوضع الكارثي رئيسة المركز الزراعي في الكورة المهندسة مروى حمود خلال جولة تفقدية لها في الحقول.

على الاثر أبلغت حمود بلدية أنفه بالاصابة، وزودتها بنشرة ارشادية لحث الملاكين على مكافحة هذا المرض للحد منه وعدم تفاقمه، ووضعت جميع امكاناتها العلمية وخبراتها بتصرفهم لانقاذ هذه الشجرة المباركة.

واوضحت حمود ان سبب هذا المرض يعود لبكتيريا Pseudomonas، وينتشر في مناخ رطوبته تتعدى 80%. ورأت ان العوامل المؤثرة في حدوث الاصابة ″الجروح التي تصيب الاشجار والناتجة عن التقليم، الصقيع، تساقط الاوراق، جني الثمار عند القطاف بالعصا والرياح المرفقة بالامطار، اضافة الى نقل ذبابة الزيتون لهذه البكتيريا.″

وشددت حمود على ان ″سل الزيتون يؤدي الى تساقط الاوراق، وجفاف الاغصان، وصغر حجم حبة الزيتون ورائحة ونكهة غير مرغوب في طعمها، وضعف عام في الشجرة، وتراجع كبير في انتاجيتها وموت الشجرة بالكامل″.

وفي حين أكدت ان المكافحة تتم برش الجنزارة، عند تساقط الامطار الغزيرة أو البرد، مرتين أساسيتين، الاولى في الخريف بعد القطاف والثانية في الربيع قبل بدء موعد الازهار، وطلي جذع الاشجار بمحلول الكلس المطفأ مع المركب النحاسي مرة أو مرتين سنويا، وزراعة شتول خالية من المرض، والابتعاد عن القطاف في الطقس الرطب..

من جهته رأى رئيس مجلس إنماء الكورة المهندس جورج جحا أنه من الصعب جدا مكافحة تدرن الاغصان، انما بالامكان إتخاذ تدابير الوقاية بحرق الاغصان المصابة، وتعقيم الالات المستعملة في القطع، ورش الاشجار المصابة بالجنزارة بعد التشحيل، ومكافحة ذبابة الزيتون لما لها من دور في نقل العدوى، وعدم إستعمال أصول نباتية من اشجار مصابة، والاستعانة بأصناف مقاومة للمرض بعد إجراء ابحاث علمية زراعية.

وتطرق جحا الى اصابة زيتون عيدمون في عكار بهذا المرض أواخر ثمانينات القرن الماضي، وما رافقها من حالة العجز عن مكافحته، ناقلا عن احد المزارعين قوله أن إصابة أحد كروم الزيتون حينها جاءت أقل حدة عن غيرها وهي مزروعة بالشعير، معتبرا ان هذا الامر يستوجب التوقف عنده واجراء الابحاث العلمية حوله.

وأكد ان إنتشار هذا المرض في الكورة يقتصر على زيتون انفه ودده وبشمزين، ولا يشكل خطرا كبيرا على زيتون الكورة، رغم ان حجم الدرنة قد تصل الى حجم الجوزة في الاغصان، والى ضعف حجم البطيخة الكبيرة في الجذع، وهو يصيب إضافة الى الزيتون اشجار الدفلى والياسمين والدردار.

هذا وقد قامت بلدية انفه بتكليف الخبير داني عيسى لمتابعة هذه الحالة المرضية، حيث سيتم وفق عيسى، توزيع مناشير توعية على المزارعين لمكافحة سل الزيتون، رغم استبعاده امكانية اي مزارع شراء الجنزارة، لاسيما ان الزيت ما يزال كاسدا في الخوابي، وسعر بيع التنكة منه لا يتجاوز الـ 60 و70 الف ل.ل. للتجار، في حين ان كلفة انتاجه تتجاوز هذه المبالغ.

وأشار عيسى الى أنه صرف 11 مليون ل.ل. لمكافحة مرض عين الطاووس، على كرم زيتون بمساحة 35 الف م2 في بلدة فيع، وهو منذ سبع سنوات لم يجن من بيع زيته هذا المبلغ رغم انه من الزيت البكر الممتاز وذو ميزات بيولوجية عالية. متسائلا عما سيؤول اليه وضع الزيتون كما المزارع الفقير الذي لا امكانات مالية له للمكافحة، ولا تصله مساعدات من اي جهة ومن اي نوع كانت، ولا احد يدعمه في تسويق انتاجه.

Post Author: SafirAlChamal