عكار: أزمة السير الى مزيد من التفاقم… أحمد الحسن

تشهد محافظة عكار يوميا زحمة سير خانقة على الطريق الرئيسية التي تربط عكار بمدينة طرابلس، خصوصا عند مفرق برقايل كونه نقطة وصل أساسية وحيوية أسوة بمفرق ببنين ومدينة حلبا، حيث أصبحت هذه النقاط تشكل أزمة حقيقية للمواطنين الذين يعانون الامرين للوصول الى أعمالهم ومنازلهم لا سيما في ساعات الذروة، ما يضطرهم للبقاء أسرى في سياراتهم لساعات، وسط بروز مبادرات فردية طرحت مؤخرا بانتظار أن تجد اذانا صاغية.

يختلف المارة في آرائهم حول هذه الازمة التي يعانون منها منذ حوالي 20 عاما منهم من يحمّل المسؤولية الى الدولة الغائبة عن محافظة عكار انمائيا، ومنهم من يضعها في رسم البلديات المفترض ان تمارس صلاحياتها انطلاقا من كونها سلطات محلية، في حين يذهب آخرون الى تحميل جانب من المسؤولية الى الاهالي بسبب عدم استشعارهم بالضرر الكبير الذي يتسبب به توقف السيارات بشكل مخالف على جوانب الطرقات، الامر الذي يضاعف من ازمة السير ومن حجم معاناة العابرين على تلك الطرقات.

يحمّل بعض المواطنين المسؤولية الى الدولة ″كونها غائبة عنا، فلا مشاريع إنمائية وحيوية للمنطقة، ومحافظة عكار منسية ولا يتذكرها المسؤولون الا في الانتخابات، وقد سمعنا الكثير من الوعود لحل أزمة السير ولكنها كانت تتبخر بعد كل الانتخابات″.

ويحمّل البعض الآخر من المواطنين المسؤولية الى المارة أنفسهم بسبب ″القيادة العشوائية ورغم ضيق الأوتوستراد نرى الكثير من السيارات المركونة على جوانب الطريق، وهذا الامر يحتاج الى تفعيل عمل القوى الامنية لملاحقة المخالفين والى رفع مستوى الوعي لدى الاهالي وان اضطر الامر الى حملات توعية تتولاها البلديات″.

وكان لافتا جدا الاقتراح الذي تقدم به نائب رئيس دائرة الاوقاف الاسلامية في عكار الشيخ محمد عبدالقادر، حيث دعا على حسابه على ″فايسبوك″ ابناء عكار الى تحمل المسؤولية ″في ظل غياب الدولة″، وقال: ″إن مشكلة الزحمة عند مفرق برقايل، مشكلة عمرها اكثر من عشرين عاما، وان لم نعمل على حلها اليوم فإننا سنورثها لأبنائنا، وأبناؤنا سيورثوها لاحفادنا، والحل بسيط وسهل ولكنه يعتمد بعد الله تعالى علينا نحن أهالي عكار لكي نأخذ زمام المبادرة″.

وأضاف شارحا الحل: ″ان تعداد العاملين في القطاع العام والجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والامن العام في محافظة عكار بالاضافة الى المهندسين والأطباء والمحامين، يتجاوز السبعين الف موظف، فلو ان كل واحد منهم تبرع بعشرين دولارا في الشهر، فإن مجموع المال في الشهر الواحد هو مليون واربعمائة الف دولار أميركي، وإذا جمعنا هذا المال لثلاثة شهور، يكون المجموع أربعة ملايين ومئتيّ الف دولار أميركي، وبذلك نتمكن من تأمين ثمن بناء الجسر على مفرق برقايل وأرحنا أنفسنا من عناء وإرهاق لا يُطاق″.

إقتراح الشيخ عبد القادر أوجد اراء متضاربة، بين مؤيد ومعارض له، وقد أجمعت بعضها على أن هذه مسؤولية الدولة وعليها هي حلها ولا يجب تحميل المواطن أكثر من طاقته. في حين جاءت بعض التعليقات ايجابية من خلال الموافقة على هذا الاقتراح وأخذ المبادرة تحت شعار ″إنماؤنا بيدنا″.

Post Author: SafirAlChamal