شكلت الجولة الميدانية التي نظمها قطاع المرأة في تيار العزم، و شباب العزم للاعلامين اللبنانيين في طرابلس لمناسبة اليوم العالمي للصحافة، محطة أساسية على صعيد ترميم العلاقة بين العاصمة الثانية والاعلام اللبناني، وهي حملت في طياتها أبعادا عدة، أهمها:
أولا: تعريف الاعلاميين اللبنانيين الذين لطالما تم إنتدابهم الى طرابلس لتغطية جولات العنف والتوترات الأمنية وذلك قبل إنطلاق الخطة الأمنية في الأول من نيسان عام 2014، على حقيقة مدينة العلم والعلماء، من السماحة الى إكرام الضيف، وهي التي كانت وما تزال وستبقى تفتح ذراعيها لكل اللبنانيين من مختلف المناطق وعلى إختلاف توجهاتهم وإنتماءاتهم السياسية والطائفية.
ثانيا: التأكيد على أن طرابلس تنعم بالاستقرار والأمن والطمأنينة أكثر من أي منطقة لبنانية أخرى، وأنه لم يعد هناك أي داع للاحجام عن زيارتها من قبل بعض اللبنانيين الذين ما يزالون يحملون في أذهانهم الصورة المشوهة عنها.
ثالثا: إن طرابلس المدينة المملوكية الثانية في العالم بعد القاهرة، هي ″متحف حيّ″ يختزن ثروة أثرية وتراثية، من القلاع والأبراج والمساجد والخانات والحمامات والزوايا والتكايا والمدارس والأبنية الأثرية المختلفة.
رابعا: الاضاءة على إهمال وحرمان الدولة بحق طرابلس، وعدم الايفاء بالوعود الحكومية بإنجاز المشاريع الملحة لها، لا سيما تلك التي كانت يجب أن تترافق على الخطة الأمنية.
كما كسرت الجولة التي شملت المركز الأساسي لجمعية العزم والسعادة الاجتماعية في باب الرمل الصمت الذي لطالما تحصن فيه الرئيس نجيب ميقاتي حول أعمال الخير التي يقدمها مع شقيقه طه ميقاتي عبر الجمعية وعلى كل صعيد، حيث إطلع الوفد الاعلامي على ما تقدمه الجمعية في مختلف القطاعات الانمائية والتربوية والصحية والدينية والاجتماعية والتنموية والخدماتية والثقافية وغيرها، إضافة الى ما توفره من فرص عمل على صعيد مختلف الاختصاصات.
وقد إستمع الاعلاميون بعد عرض فيلم توثيقي عن الجمعية من السيدة بارعة حمد عن الانجازات التي حققتها الجمعية والتي سوف تتحقق، مؤكدة أن الهدف الأساسي للجمعية هو الصدق والتعاون وإحترام كرامة الانسان.
ويمكن القول أن الجولة منحت الاعلاميين فرصة لاعداد تقارير حول ما شاهدوه في طرابلس والتأكيد من خلالها أن طرابلس هي قلب لبنان النابض، وأن ما ينتظرها مستقبلا هو دور كبير جدا، سواء على الصعيد الاقتصادي لجهة الاستفادة من مرفئها في إعادة إعمار سوريا والمنطقة، أو على صعيد آثارها وتراثها لتعزيز وتنشيط السياحة الثقافية فيها.
وكان الاعلاميون وصلوا الى معرض رشيد كرامي الدولي، حيث كانت في إستقبالهم مسؤولة قطاع المرأة في تيار العزم جنان مبيض على رأس وفد من القطاع، إضافة الى مسؤول شباب العزم ماهر ضناوي على رأس وفد مماثل، ثم إنتقل الاعلاميون في الجولة عبر باصات خاصة يرافقهم الدليل السياحي سامر عبدالحي، الى ساحة عبدالحميد كرامي، ومنها الى مسجد الأمير سيف الدين طينال، ثم الى مركز جمعية العزم والسعادة الاجتماعية.
بعد ذلك إنتقل الاعلاميون الى قلعة طرابلس الأثرية وإستمعوا من عبدالحي الى تاريخها والحقبات التاريخية التي مرت عليها، ثم جالوا في أسواق المدينة وصولا الى سوق حراج حيث أقيمت حلقة لـ″الفتلة المولوية″، ثم كانت المحطة الأخيرة في مركز العزم الثقافي ـ بيت الفن حيث أقيم حفل عشاء على شرف الاعلامين شارك فيه مسؤولو المنظمات الشبابية في الأحزاب و التيارات السياسية في لبنان، وحضره الدكتور خلدون الشريف ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، والمستشار الاعلامي الزميل فارس الجميل، نائب رئيس المجلس الوطني للاعلام إبراهيم عوض، وحشد من الاعلاميين.
النشيد الوطني اللبناني بداية، ثم ألقى مسؤول شباب العزم ماهر ضناوي كلمة رحب فيها بالاعلاميين في مدينتهم طرابلس، مؤكدا أن تلك المدينة الضاربة في عمق التاريخ تحتاج الى كثير من الجهود الاعلامية للاضاءة على ما تحتضنه من آثار وتراث ومقومات إقتصادية من شأنها أن تجعلها رافعة نهوض لكل الوطن.
وقالت مسؤولة قطاع المرأة في تيار العزم جنان مبيض لـ″سفير الشمال″: لطالما نقل الاعلام صورة مشوهة عن طرابلس، ولطالما تسابق الاعلام على نقل التوترات فيها، لذلك أردنا ولمناسبة اليوم العالمي للصحافة أن نكرم الاعلام اللبناني وأن ننظم هذه الجولة بالتعاون مع شباب العزم للاعلاميين لكي يطلعوا على حقيقة مدينتنا، وعلى جمالها وحسن ضيافة أهلها، وعلى وحدتها الوطنية وسلمها الأهلي وعيشها المشترك، ونأمل من جميع الاعلاميين أن ينقلوا ما شاهدوه من خلال تقاريرهم الايجابية عنها.
من جهته قال الدكتور خلدون الشريف (ممثل الرئيس نجيب ميقاتي): إن هذه الجولة لها أهمية كبرى، لأن كثيرا من الاعلاميين لا يعرفون حقيقة طرابلس وربما يتوجسون خيفة من زيارتها، وقد جال جميعهم في أرجائها وإطلعوا على مناطقها الشعبية وأسواقها القديمة، ولمسوا طيبة أهلها ومحبتهم وإكرامهم للضيف، وتأكدوا أن طرابلس هي رسالة سلام وتعايش لكل لبنان، لكنها أيضا لديها الكثير من الحقوق في ذمة الدولة التي آن الأوان أن تنظر الى طرابلس وتتعامل معها كعاصمة ثانية، أو على الأقل أن تنفذ القرارات التي إتخذتها حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بشأنها، وفي مقدمتها مبلغ المئة مليون دولار الذي هو حق مكتسب لطرابلس ولن نفرط به.