الصيفية مش حلوة إلا بلبنان.. بالرغم من الحرب حجوزات عالية وسياحة واعدة!.. صبحية دريعي

يطل الموسم الصيفي هذا العام بالتزامن مع تدهور الأوضاع في جنوب لبنان، ووسط مخاوف من تأثير الهجمات الإسرائيلية على القطاع السياحي فكيف هو المشهد على أرض الواقع؟

لا يخفى على أحد، تأثر القطاع السياحي وغيره من القطاعات بشكل أو بآخر، وهذا أمر طبيعي لكن البعض يحاول إستغلال ما يحدث لبثّ صورة سلبية لأهداف باتت واضحة، الا ان المشهد عكس ذلك، ففي الجو طائرات ومسيرات حربية، اما على الارض فشعب محب للحياة وسياح اختاروا لبنان وجهة سياحية لهم.

عند شباك التذاكر في قلعة طرابلس يقف فريق من السياح العراقيين ينتظرون شراء تذاكر للدخول إليها بقيمة خمسة وسبعون ألف ليرة لبنانية أي ما يقارب دولاراً أمريكيا واحدا للشخص، ويقول عابد مشعل (سائح عراقي) لـ “سفير الشمال”: انا عراقي الاصل والدتي لبنانية، ولسنوات عدة لم استطيع القدوم الى لبنان ولا نخفي ترددنا في البداية من القدوم بسبب تدهور الأوضاع الأمنية نتيجة الحرب الدائرة في الجنوب الا ان اصدقاءنا الذين نزلوا قبلنا شجعونا على ذلك، ها نحن اليوم نستمتع بجمال طبيعة هذا البلد وروح شعبه الطيب.

ويضيف مشعل: مشرور جدا اليوم لان ابني معي، ولطالما كنت أحدثه عن لبنان وعن جماله، واليوم اتركه يتعرف إليه على طريقته الخاصة بعيدا عن الخلافات والأزمات.

وتقول سمراء الحسن (لبنانية تعيش في كندا): كان من المفترض أن آتي إلى لبنان منذ شهرين لكنني تريثت قليلا، بسبب الوضع الأمني، لكن شوقي لبلدي غلبني وجئت وها أن أستمتع اليومبكل ما فيه من جمال.

 حال عابد وسمراء كغيرهم من السياح الأجانب والعرب واللبنانيين المغتربين الذين لا يفوتون فرصة القدوم الى لبنان، إذ يشهد مطار رفيق الحريري الدولي حركة ونشاطا كبيرين حيث ان عدد الركاب اليومي الى لبنان يفوق العشرين ألفا، من بينهم أكثر من 12ألف وافد، ومن المتوقع أن ترتفع حركة السفر من والى لبنان خلال الأسبوعين المقبلين.

في هذا السياق يشير نقيب مكاتب السفر والسياحة جان عبود الى أنحركة السفر الى لبنان تعتبر جيدة في ظل الأوضاع الامنية السائدة وان نسبة الحجوزات وصلت إلى 85 في المئة، مؤكدا أنه في حال لم يتطور الوضع الأمني، فإنه يتوقع أن ترتفع هذه النسبة الى 90 و100 في المئة من خلال الاعتماد على اللبنانيين المنتشرين والعاملين في الخليج وأوروبا.

ويؤكد عبود أنه يأمل أن يكون موسم الصيف مماثلا لما كان عليه في السنة الماضية ان لم يكن أكثر، وفي حال تم الاتفاق على هدنة أو اتفاق على وقف الحرب، فإن موسم الصيف سيكون مضاعفا أكثر من الموسم الماضي، خصوصا أن الكثير من اللبنانيين المغتربين يتوقون للمجيء الى لبنان.، مؤكدا أنه بالنسبة للسياح وجنسياتهم باتت معروفة في الظروف التي نعيشها وهم من الجنسيات العراقية والاردنية والمصرية وبعض السياح الأوروبيين الذين يحبون لبنان كثيراً.

لا يمكن انكار ان السياحة تقوي عصب المجالات الحيوية لأن تدفق السياح والمغتربين يساهم في تحريك العجلة الاقتصادية من خلال إنفاقهم في مختلف المجالات كالفنادق والمطاعم التي عادت الحياة إليها تدريجيا بعد معاناة نتيجة أزمات عدة طالت لبنان إذ يشهد اعادة افتتاح لمطاعم جديدة وأخرى تعتزم أن تفتح، على مستوى مناطق عدة ، من طرابلس الى البترون فبيروت ومناطق أخرى.

من جهته يشير نائب رئيس نقابة اصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري خالد نزهة الى ان قطاع المطاعم يشهد انتعاشا بسبب قدوم المغتربين والعاملين في الدول العربية والافريقية وعن جهوزية القطاع فهي ممتازة، وفي العام الماضي فتحنا 300 مؤسسة سياحية (مطاعم ) 120 مؤسسة في الوسط التجاري الى جانب 7 مرافق اساسية في البيال و 180 مطعما مناطق مختلفة.

ويضيف نزهة: اللبناني هو مَن يدعم اقتصاده حالياً والدليل على ذلك هي الحركة السياحية في موسم الصيف وحتى في الشتاء، فمنذ بداية الأزمة حتى اليوم وبدعم من المغتربين كانت مواسم السياحة تعطي نتائج ممتازة، لذلك فإن قطاع المطاعم يشهد ازدهاراً رغم الأزمة.

يحرز لبنان تقدماً ملحوظاً في مؤشر تطوير السياحة والسفر للعام 2024، وقد صنف المنتدى الاقتصادي العالمي لبنان في المرتبة 79 بين 119 دولة في العالم وفي المرتبة الثامنة بين 12 دولة عربية على مؤشر تطوير السياحة والسفر ويمثل هذا التصنيف تقدماً هاماً للبنان بسبعة مراكز على مستوى العالم ومركزاً واحداً على مستوى الدول العربية مقارنة بنتائج العام 2021.

وتشير نتائج المؤشر الى ان قطاع السياحة والسفر في لبنان أكثر تطوراً من نظيره في بعض الدول مثل الاكوادور والمغرب، وتعزي نقاط القوة الرئيسية للبنان في مؤشر تطوير السياحة و السفر للعام 2024 الى أدائه الجيد في المؤشر الفرعي للاستدامة حيث احتل المرتبة الأولى عربياً ويمكن تفسير ذلك جزئيا بكون لبنان وجهة سياحية غنية بالتاريخ والثقافة والتنوع الطبيعي مما يجعله وجهة جاذبة للسياح..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal