المفاوضات تراوح مكانها.. وغزة تواجه ولا ترفع الراية البيضاء!.. غسان ريفي

يبدأ الوسطاء اليوم مهمة جديدة في مصر لتقريب وجهات النظر في المفاوضات الجارية بين العدو الاسرائيلي وحركة المقاومة الاسلامية “حماس ” سعيا للتوصل الى إتفاق قبل حلول شهر رمضان المبارك.

لم يعد أمام الوسطاء المزيد من الوقت، خصوصا أن إسبوعا واحدا يفصل الأمة الاسلامية والعربية عن رمضان، فيما هي غارقة في سبات عميق لا تحرك ساكنا حيال المجازر اليومية والوحشية التي يرتكبها العدو الاسرائيلي الذي يبدو أنه يفاوض بالنار قبل الجلوس على الطاولة، وبالتسريبات الاعلامية عن قرب توقيع إتفاق الهدنة، وذلك بهدف  الضغط على “حماس” وعلى البيئة الفلسطينية في غزة التي تواجه القتل والتشريد والتجويع ولا ترفع الراية البيضاء.

وكان وفد من حماس برئاسة خليل الحية (عضو المكتب السياسي ونائب يحيى السنوار في غزة) وصل الى مصر لخوض جولة جديدة من المفاوضات مع العدو الاسرائيلي والتي ستشهد الطروحات نفسها، خصوصا أن كل ما جرى من لقاءات ومساع ووساطات لم تفض الى أي نتيجة إيجابية بفعل التعنت الاسرائيلي وغطرسته وعدم قبوله بوقف عدوانه على غزة، أو السماح بإدخال المساعدات الى أهلها.

يبدو واضحا، أن المفاوضات متوقفة على بند واحد لدى كل من الفريقين، فحماس تريد وقفا نهائيا وشاملا لإطلاق لكي تبحث في سائر البنود، فيما العدو الاسرائيلي يريد إنجاز صفقة تبادل الأسرى التي تشكل له أولوية للحفاظ على ماء وجهه أمام المجتمع الصهيوني، في حين أن مفتاح نجاح المفاوضات يكمن في مطلب حماس ولا يوجد أي مفتاح آخر.

بات معلوما، أن رئيس حكومة الاحتلال لن يقبل بوقف نهائي لإطلاق النار، لأن ذلك سيعطي إشارة تحرك المعارضة والمجتمع الاسرائيليين ضده لإسقاطه وإنهائه سياسيا ومحاكمته وإدخاله الى السجن، لذلك هو يتمسك بهدنة مؤقتة تحول دون إعلان خسارته الحرب كونه لم يحقق أي من أهدافها، وتضمن له البقاء في الحكم وفي مواجهة معارضيه.

في حين تدرك حماس أن ما يريده نتنياهو هو سحب ورقة قوتها المتمثلة بالأسرى، لذلك فهو يريد هدنة مؤقتة تبقي جيشه في غزة، لينقضّ مجددا على المقاومة الفلسطينية بعد إنتهاء صفقة التبادل وعدم إعطائها أي فرصة لإعادة ترميم وبناء قدراتها العسكرية، ما يمكنه من النيل منها وتحقيق ما يصبو إليه.

لذلك، تراوح المفاوضات مكانها من دون أي تقدم، وما تقوم به “حماس” من تجاوب بالذهاب الى الاجتماعات التي تعقد في هذا الإطار هو تعبير عن حسن نية تجاه الوسطاء ولسحب أي ذريعة ممن يريد أن يحملها مسؤولية إستمرار الحرب، مع تأكيدها المؤكد بالتمسك ببند وقف إطلاق النار الذي منه يمكن الذهاب نحو التوافق على سائر البنود.

وتشير المعلومات الى أن قيادة “حماس” أبلغت الوسطاء بأن إستمرار إسرائيل في إرتكاب المجازر سيؤدي الى تعثر المفاوضات، لافتة الى أن المقاومة لا خيار لها سوى المواجهة والصمود، وهي ستتصدى للعدو في حال قرر تنفيذ تهديداته بإجتياح رفح، وستصعد من عملياتها ضده خصوصا أنها ما تزال بجهوزية تسمح لها بذلك.

وتقول مصادر مواكبة: إن المقاومة لم يعد لديها ما تخسره بعد كل التضحيات التي قدمتها والمجازر التي إرتكبت في غزة، وهي لن تتخلى عن ورقة قوتها المتمثلة بالأسرى إلا بوقف نهائي وشامل لإطلاق النار وإنسحاب الجيش الاسرائيلي من القطاع.

وترى هذه المصادر أن قرب بدء شهر رمضان يضغط على العدو الاسرائيلي الذي قد يواجه إنتفاضة جديدة في الضفة الغربية ستتحرك حتما رفضا للتضييق على المصلين في المسجد الأقصى الذي كان السبب الرئيسي في كل التحركات والانتفاضات الفلسطينية، وهو اليوم قد يشعل الضفة وسائر فلسطين ما سيضطر العدو الى تقسيم جيشه بين غزة والضفة لمواجهة المقاومة وسيبتعد كثيرا عن ملف إستعادة الأسرى، فهل يثمر هذا الضغط في قبول العدو بوقف إطلاق النار لتنتهي هذه الحرب؟!..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal