ترويج للتطبيع والتقسيم.. قضية المطران الحاج تفتح الحرب!!.. غسان ريفي

كشف السجال الدائر حول زيارات المطران موسى الحاج والمونسنيور كميل سمعان الى الرئيس الاسرائيلي السابق والحالي والتي أكدتها الصور المتداولة بتواريخ متعددة، أن ثمة مجموعات بدأت تأخذ على عاتقها الترويج لفكرة التطبيع مع العدو الصهيوني.

وتستفيد هذه المجموعات التي لديها أجندات واضحة، من عدد كبير من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، والموزعين بين المتشدد مسيحيا الرافض لإنتقاد أي ممثل عن الكنيسة حتى ولو قام بزيارة الرئيس الاسرائيلي الذي يوقع ويكتب على الصواريخ التي تطلق لقتل المدنيين في غزة وجنوب لبنان، وبين المتعصب سياسيا والمعارض لسلاح المقاومة والذي يجد في الاضاءة على المخالفة التي إرتكبها المطران الحاج محاولة من قوى الممانعة لاستهداف الشخصيات المسيحية، ما يدفعه الى مهاجمتها وتخوينها، وبين من يركب أي موجة على مواقع التواصل الاجتماعي ويسير مع الأكثرية ويتحدث بلغتها من دون أي تفكير بتداعيات الفكرة التي يؤيدها أو يعارضها.

واللافت، أن مجموعات الترويج للتطبيع باتت تنشط بشكل واضح، في وقت يرتكب فيه العدو الاسرائيلي المجازر الوحشية بحق المدنيين في غزة والضفة وجنوب لبنان، وذلك من خلال إيجاد المبررات للمطران موسى الحاج لما قام به سابقا لجهة نقله أموالا من العملاء الى عائلاتهم، أو ما أقدم عليه قبل أيام بزيارة الرئيس الاسرائيلي الذي تثبت الصور أنه زاره لسنوات عدة خلت، والهجوم في الوقت نفسه على هيئة الأسرى والمحررين بإعتبار أن ما حصل هو أمر طبيعي لا يستأهل مساءلة أو محاسبة أو إخبار أو حتى إنتقاد، الأمر الذي يفتح الباب على حرب ساحتها مواقع التواصل الاجتماعي مع كل من يرفض أي عمل يمكن أن يؤدي الى إعتراف أو تطبيع أو تعامل مع العدو الاسرائيلي، ليُظهر الهوة السحيقة القائمة بين اللبنانيين.

ولعل أخطر ما في الأمر هي الدعوات التي بدأ يطلقها المتضامنون مع مواقف المطران الحاج الى إعتماد الفيدرالية والتقسيم لإستقلال كل فريق بكيانه السياسي والطائفي وإقامة العلاقات الدبلوماسية التي يراها مناسبة، إضافة الى محاولة إظهار المسيحيين بأنهم لا يمانعون التطبيع مع الكيان الصهيوني، وهو ما يرفضه ويستنكره الكثير من أبناء الطوائف المسيحية ومعهم السواد الأعظم من سائر الطوائف اللبنانية الذين يتمسكون بالعداء لإسرائيل ويؤمنون بعدالة القضية الفلسطينية.

لا شك في أن المطران الحاج قد خالف القوانين اللبنانية لمرات عدة لجهة التواصل مع العدو الاسرائيلي أو زيارة رمز كيانه الغاصب، وربما كان يمكن معالجة هذه القضية بحكمة البطريركية المارونية ورأس كنيستها، بعيدا عن الشحن الطائفي والتحريض السياسي وإثارة النعرات والدعوات الى التقسيم التي سارع البعض اليها، لكن يبدو واضحا أن هناك “أوركسترا” بدأت تعمل بشكل منظم لتنفيذ أجندة تهدف الى الترويج للتطبيع مع العدو مستفيدة من تعاطف بعض الشارع المسيحي مع المطران الحاج.

ويرافق الترويج للتطبيع، حملة “لا للحرب” التي تشير معلومات الى أن بعض السفارات الغربية تدفع مبالغ طائلة لنشرها بين الجمعيات والمنظمات ووسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي، وذلك في محاولة لتحميل المقاومة المسؤولية في حال حصول الحرب، وتقديم خدمة مجانية لاسرائيل لترتاح في حربها على غزة، في حين أن القاصي والداني يدرك أن المقاومة تخوض الحرب على جبهتين، حرب التصدي للعدوان الاسرائيلي على أرض الجنوب وإلحاق الخسائر بالعدو، وحرب تجنيب لبنان بكامله حربا مفتوحة من خلال قوة الردع التي تمتلكها وتدرك أسرائيل ومن يدعمها أن أي حماقة قد ترتكبها ستكون كلفتها عالية جدا على العمق الاسرائيلي.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal