القضية الفلسطينية ستبقى حاضرة.. جهاد طه لـ”سفير الشمال”: سننتصر ونحقق خارطة جديدة تكرس مشروع المقاومة كخيار وحيد… ديانا غسطين

أربعة وثلاثون يوماً على “طوفان الأقصى”، ولا يزال العدو الإسرائيلي يمعن في اجرامه، وينتقم لخسائره في الميدان بقتل الأطفال والنساء والشيوخ، والعالم واقف يتفرّج، من دون ان تتخطى ردود فعله الادانات العلامية وبيانات الاستنكار.

هذا وأعلنت وزارة الصحة في ارتقاء ١٠٥٦٩ شهيداً منذ بدء العدوان على القطاع، ٤٣٢٤ طفلاً، و٢٨٢٣ امرأة. فيما ارتفع عدد المصابين الى ٢٦٤٧٥.

وفيما كثر الحديث عن قرب الاتفاق على هجنة موقتة ووقف لاطلاق النار يسمح بإدخال المساعدات الى القطاع المنكوب، بات لزوماً السؤال عن مرحلة “ما بعد الحرب” بالنسبة لحركة حماس، وعما اذا كانت هناك من تسوية تحضر لاخراجها من قطاع غزة وتسليم ادارته للدولة الفلسطينية، الامر الذي قد يقرأ فيه البعض النهاية السياسية لحماس.

في السياق، يقول الناطق الإعلامي لحركة حماس جهاد طه، ان ” قطاع غزة يمثل عمق المقاومة الفلسطينية. وعليه فإن كل المشاريع والاملاءات الصهيونية والأميركية المستمرة لتصفية وشطب مشروع المقاومة في فلسطين لن تنجح”.

ويؤكد ان “مشروع المقاومة متجذر في فلسطين ولن يستطع أي كان ان يفرض أي مخططات الساحة الفلسطينية، فالشعب الفلسطيني هو الوحيد المخول ترتيب شؤونه والى جانبه كافة المؤسسات الوطنية الفلسطينية التي تحفظ الهوية الوطنية الفلسطينية وتحفظ حقه في مقاومة الاحتلال”.

ويتابع ” نحن على يقين بأن هذه المشاريع ستبوء بالفشل الذريع كما فشلت من قبلها جميع المشاريع والمؤامرات ان كان في صفقة القرن او في رسم شرق أوسط جديد عبر السنوات الماضية. خاصة وان مشروع المقاومة اثبت حضوره في الميدان، وهو الحافظ للحقوق الوطنية الفلسطينية، وبالتالي ما يسطره اليوم من انتصارات وانجازات وابداعات ميدانية هو اكبر دليل على هشاشة الكيان الصهيوني الذي سنبقى له بالمرصاد، وستبقى المقاومة حاضرة في الميادين وسيبقى مشروعها يمثل عمقه في قطاع غزة”.

وعن إمكانية رضوخ حماس لتسوية تفضي الى وقف اطلاق النار من دون تحقيق احد مطالبها الأساسية والمتمثل بـ “تبييض السجون” الإسرائيلية من الاسرى الفلسطينيين، فيؤكد ان “موقف حماس ثابت على المستوى السياسي وعلى مستوى المقاومة، وهي مستعدة ان تبرم أي صفقة مع الكيان الصهيوني على قاعدة تبييض كافة السجون الصهيونية من الاسرى والمعتقلين. وبالتالي الكرة الآن موجودة داخل الملعب الصهيوني”.

ويكمل “ما نسعى اليه اليوم هو ان يكون هناك موقف دولي ونحن على اعتاب انعقاد القمة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، والتي نأمل ان تتخذا قرارات على قدر من المسؤولية العالية تجاه المجازر والجرائم التي ترتكب”.

توازياً، دعا طه الى ” ان يكون هناك موقف عربي إسلامي قوي وشجاع يكسر القيود اتي وضعها الاحتلال، ويؤكد على أهمية فتح معبر رفح وممرات إنسانية أخرى عنوة عن الكيان الصهيوني، فهذا حق كفلته كل الأعراف والمواثيق الدولية”.

وإذ يعتبر الناطق الإعلامي باسم حماس “المجازر التي ترتكب بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وحالة التدمير والإبادة الجماعية لأهل قطاع غزة، وصمة عار على جبين المجتمع الدولي والقانون الدولي الذي لم يستطع حتى اللحظة ان يلجمها ويوقفها، يجزم بأن المقاومة كفيلة بالرد على هذه المجازر في الميدان وهذا ما يظهر جلياً في عملياتها الميدانية اليومية”.

ورداً على سؤال حول الدور الذي ستلعبه حركة حماس بعد انتهاء الحرب، فيشدد طه على ان “الحركة كرست معادلة أساسية ليس فقط على الساحة الفلسطينية انما على الساحة العربية والإسلامية. وهي تسعى اليوم الى بناء استراتيجية وطنية على المستوى الفلسطيني الداخلي على قاعدة الشراكة الوطنية مع كافة فصائل العمل الوطني والإسلامي في ان تكون هناك معادلة قوية نواجه من خلالها كافة التحديات والمؤامرات التي تحاول الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني ومن يدعمهم من أدوات العبث في الساحة الفلسطينية من خلالها. نحن نتطلع الى هذه الوحدة على قاعدة مشروع المقاومة وعلى قاعدة الحفاظ على حقوق أبناء شعبنا الفلسطيني”.

ويضيف “رغم الخسائر البشرية نحن نعتبر هذه المجازر ديدا ً ودين هذا العدو الصهيوني لانه لم يستطع ان يحقق أي من الأهداف او الإنجازات التي رسمها بعد مرور ما يزيد عن ثلاثة عشر يوماً من العملية البرية وما يزيد عن ثلاثة وثلاثين يوماً من العدوان. وبالتالي هذا العدو اليوم يعيش حالة من التخبط والارباك امام صمود شعبنا والتضحيات الجسام التي نقدرها له، وهو الذي عودنا دائماً امام العالم انه شعب معطاء لا يقبل الدنية ولا يقبل التراجع والتنازل”.

ويختم قائلاً ” ونحن على يقين اننا سنخرج من هذه المعركة منتصرين ومحققين بفعل دماء الشهداء، والأطفال وصمود أهلنا، خارطة جديدة تكرس مشروع المقاومة كخيار وحيد ننتزع من خلاله كافة حقوقنا المشروعة على ارض فلسطين. وستبقى القضية الفلسطينية حاضرة في ضمير ووجدان أبناء الامة العربية والإسلامية الذين نثمن ونقدر تحركاتهم وتعاطفهم واسنادهم ودعمهم للمقاومة الفلسطينية ولشعبنا الفلسطيني في مواجهة العدوان الصهيوني”.

اذاً، هي غزة الجريحة التي يكفّن اطفالها ويدفنون تحت التراب بدل ان يكبروا وهم يلعبون فوقه ويملؤون السماء بضحكاتهم. هي تلك المدينة المكلومة يعطي اهلها العالم درساً في الصمود والصبر والكرامة ويلبسون العالم كل العلم تاج من العزة.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal