تاريخ الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان.. ١٩٧٨ – ٢٠٠٦ (٢/٢)… ديانا غسطين

في الجزء الثاني والأخير من “تاريخ الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان”، نستعرض المعارك التي شنها جيش العدو الصهيوني على مختلف المناطق اللبنانية من العام ١٩٧٨ وحتى ٢٠٠٦.

في الرابع عشر من آذار ١٩٧٨، واثر هجوم فلسطيني على مقربة من تل أبيب، قام جيش العدو الاسرائيلي بإجتياح الجنوب اللبناني تحت ذريعة حماية مناطقه الشمالية من هجمات مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية. واطلق على العملية يومها اسم “عملية الليطاني”.

وتحت مسمى “سلام الجليل” شن العدو الاسرائيلي عملية ضد لبنان في ٦ حزيران ١٩٨٢، وحاصر العاصمة بيروت لمدة تقارب الشهرين. وفي ١٥ ايلول من العام نفسه تمكنت قوات الاحتلال من دخول بيروت الغربية (اذ كانت العاصمة يومها مقسومة الى قسمين شرقية وغربية). وفي ١٧ و١٨ ايلول ايضاً، اغارت القوات الاسرائيلية مدعومة من الكتائب اللبنانية على مخيمي صبرا وشاتيلا فراح ضحية المجازر يومها  قرابة ١٥٠٠ مدني فلسطيني. وفيما اعترف الاسرائيليون بـ “المسؤولية غير المباشرة” عن هذه المجزرة، اعلنت احصاءات رسمية لبنانية ان الاجتياح الاسرائيلي اسفر عن استشهاد عشرين الف شخص واصابة ثلاثين ألفاً آخرين.

الى العام ١٩٨٤، حيث اغار جيش الاحتلال في الخامس من كانون الثاني على مدينية بعلبك ما ادى الى سقوط مئة شهيد.

وفي الخامس من ايلول سنة ١٩٨٧ استشهد ٤٦ شخصاً اثر غارة إسرائيلية على مخيم عين الحلوة.

اما في آذار ١٩٨٨، ورداً على هجوم استهدف باصاً اسرائيلياً في صحراء النقب، شن كيان الاحتلال سلسلة من الغارات الجوية على مناطق جنوبية عدة سقط جراءها مئة ضحية.

وفي غارة جوية في ١٦ شباط ١٩٩٢، اغتال العدو الصهيوني الامين العام لحزب الله السيد عباس الموسوي.

وفي الاسبوع الاخير من تموز ١٩٩٣، ردت اسرائيل على الهجمات التي شنها حزب الله وبعض المجموعات الفلسطينية ضدها، بعملية “تصفية حساب” ادت الى استشهاد ١٣٢ من المدنيين اللبنانيين ونزوح مئات الآلاف منهم.

امعنت اسرائيل في اجرامها وقصف المدنيين، فكانت “عناقيد الغضب” عملية اطلقتها قوات العدو ضد حزب الله في ١١ نيسان سنة ١٩٩٦، فشنت على مدى ستة عشر يوماً ٦٠٠ غارة جوية ذهب ضحيتها ١٧٥ مواطناً، ١٠٥ منهم في قصف جوي استهدف مركز قيادة فيجي التابع لقوات اليونيفيل، حيث كانوا يلتجؤون هرباً من القصف، اضافة الى اصابة ٣٥١ شخصاً بجروح.

وفي الخامس من ايلول ١٩٩٧، شنت وحدة كوماندوس اسرائيلية هجوماً فاشلاً خارج المنطقة المحتلة ما ادى الى مصرع ١٢ عسكرياً من عديدها، واصابة اربعة بجروح فيما ابلغ عن فقدان عسكري واحد.

ورداً على تعرض مناطقه الشمالية لقصف من حزب الله، اغار طيران العدو الاسرائيلي يومي ٢٤ و٢٥ حزيران ١٩٩٩، اهدافاً مدنية قرب بيروت، الجنوب وشرق لبنان، ما ادى الى سقوط عشرات الضحايا ناهيك عن تدمير خمسة جسور ومحطتين كهربائيتين.

واثر اغتيال عدد من عسكرييها بينهم عقل هاشم المسؤوول الثاني بجيش لبنان الجنوبي (المدعوم من اسرائيل)، قصف الطيران الاسرائيلي ثلاث محطات كهربائية في ٨ شباط عام ٢٠٠٠.

اما في الفترة الممتدة بين نيسان وتموز ٢٠٠١، فقد اقدم كيان الاحتلال على قصف مواقع سورية ومنها محطة رادار في البقاع، وذلك رداً على هجومات شنها حزب الله ضد مواقع تابعة لها في مزارع شبعا المحتلة.

وبعد فترة من الهدوء النسبي، سقط اول قتيل مدني لبناني منذ تحرير العام ٢٠٠٠، اثر قصف معادٍ على قرى الجنوب في الحادي والعشرين من كانون الثاني ٢٠٠٣.

وفي العشرين من كانون الثاني ٢٠٠٤، شنت إسرائيل غارات جوية على جنوب لبنان بعد مقتل جندي في هجوم شنه حزب الله ضد احد مواقعها.

الى ذلك، طال القصف الجوي الاسرائيلي مناطق قريبة من العاصمة بيروت ٢٨ كانون الاول ٢٠٠٥، في وقت كان لبنان يمر بأزمة سياسية كبيرة تمثلت بإنقسامه الى معسكرين ٨ و١٤ آذار، اثر اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري.

والى ايار من العام ٢٠٠٦، حيث عادت الاشتباكات الى الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة، بعد فترة هدوء قاربت الثلاثة اشهر، اثر غارات شنها العدو الاسرائيلي على مواقع تابعة لاحدى المجموعات الفلسطينية الموالية لسوريا في لبنان،  وذلك رداً على اطلاقها صواريخ على قاعدة اسرائيلية.

وفي ١٢ تموز ٢٠٠٦، ورداً على عملية “الوعد الصادق” التي تمثلت بأسر حزب الله لجنديين اسرائيليين وقتل ثمانية على الحدود الجنوبية، شن كيان الاحتلال هجوماً واسع النطاق اطلق عليه العدو تسمية “حرب لبنان الثانية”، والتي استمرت ٣٣ يوما في مناطق مختلفة من لبنان، خاصة في المناطق الجنوبية والشرقية والعاصمة بيروت. والتي رغم ما خلفت من دمار وحصدت من ضحايا انتهت بإنسحاب العدو الاسرائيلي مذلولاً من لبنان.

هي مراحل الإجتياحات الاسرائيلية للبنان سردناها بحسب تسلسلها الزمني، وهي لا تزال مستمرة رغم القرارات الاممية التي تطالب بوقف الاعتداءات. غير ان العدو الذي لم تهزه دموع الامهات، وخرق كل القوانين الانسانية والمعاهدات الدولية فقتل الاطفال، وقصف المستشفيات والمدارس والجوامع والكنائس وقافلات سيارات الاسعاف ولم يردعه شيء، لن يهتم ببعض حبر مكتوب على ورق.

والى ان يستفيق ضمير العالم نصرة للمظلومين يبقى المجد للمقاومة ويدها الضاغطة على الزناد بوجه المحتل.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal