المطران عطا الله حنا لـ “سفير الشمال”: ما يجري في غزة “تصفية” للقضية الفلسطينية… ديانا غسطين

سبعة عشر يوماً ولا تزال غزة تحت القصف. قد يكون العدوان الإسرائيلي هذا الأعنف على القطاع منذ سبعة عشر عاماً. لا مواد غذائية، لا مياة او كهرباء، نقص حاد في الامدادات الطبية والأدوية، واللائحة تطول. ومن قصف المنازل والمدارس والمساجد الى تدمير المستشفيات والكنائس، وحدها الأنقاض شاهدة على وفاة “الإنسانية”.

بصوت تخنقه الدموع، يروي رئيس أساقفة سبسطية للروم الأورثوذكس المطران عطالله حنا ما يجري في الأرض المقدسة، قائلاً “هي نكبة جديدة بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ، وتطهير عرقي لشعب اعزل. فغزة اليوم فيها الدمار والخراب والدماء والدموع والاحزان والآلام وهذا العدوان الاحتلالي الهمجي قصف الكنائس والمساجد والمستشفيات ودمّر الأبراج والمنازل على من فيها. هنالك شهداء بالآلاف ناهيك عن الجثامين التي ما زالت تحت الركام. “.

ويضيف: “يُراد لغزة ان تكون ارضاً محروقة، يريدون ان يحرقوا الأخضر واليابس فيها ويدمّروها بشكل كلي، يريدون تصفية القضية الفلسطينية، والوضع في غزة اليوم كارثي ومأساوي وللأسف الشديد ما يسمى بالعالم الغربي وخاصة اميركا وبريطانيا وغيرها هي داعم أساسي لإسرائيل وتمدها بالسلاح بشكل دائم ومستمر، وهم شركاء في هذه الجريمة المروعة التي ترتكب بحق شعبنا”.

ورداً حول سؤال على قصف الكنائس في غزة، يشير المطران حنا الى ان “العدو الإسرائيلي قصف كنيسة القديس بورفيليوس وهي كنيسة اورثوذكسية عريقة يعود تاريخها للقرن الخامس للميلاد. لقد لجأ اليها عدد من أبناء غزة معتقدين ان الكنيسة ومرافقها انما هي مكان آمن بعد ان دمرت بيوتهم وخرجوا من منازلهم. ولكن هذا العدوان لا يميز بين كنيسة ومسجد وبين مستشفى ومبنى يقطنه أناس أبرياء، كل شيء مستهدف ومستباح في هذا العدوان، فقد ارتقى عدد من أبنائنا إضافة الى إصابة العديد بجروح”.

رئيس أساقفة سبسطية الذي اعتبر ان العدوان على الكنيسة انما هو “اعتداء على المسيحية في هذه الديار” يشدد في معرض كلامه على ان “إسرائيل لا تحترم دور العبادة وهي تستهدف كل شعبنا الفلسطيني في كل غزة. كما ان ما حصل هو محاولة تهديد وتخويف وترهيب للمسيحيين الباقين في هذه البقعة المقدسة من العالم”.

وتعليقاً على المواقف الرمادية للفاتيكان ولكنائس العالم اجمع مما يحصل في فلسطين المحتلة، فيطالب المطران حنا ” بأن تكون مواقف كل الكنائس، من دون استثناء، اكثر وضوحاً تجاه ما يجري في غزة. فنحن لا نريد فقط ان نسمع ان هنالك صلوات من اجل السلام، طبعاً هذا مهم، لا نقلل من أهميته ولكن إضافة الى ذلك نحن نتمنى ان تكون هنالك مواقف واضحة وجريئة رافضة لهذا العدوان ولهذه السياسة الاستعمارية الغاشمة”.

“دول العالم الغربي ليست متخاذلة فقط بل هي شريك في الجريمة”. بهذه الكلمات يصف المطران عطالله حنا موقف الدول الغربية. ويضيف: “الأسلحة والقذائف والصواريخ التي تنهمر على أبنائنا في غزة هي صواريخ مصنعة في اميركا وبريطانيا وفي الغرب. ولذلك فإننا نقول ان هذا الغرب الذي يتغنى بالديمقراطية وبحقوق الانسان وحتى بحقوق الحيوان، تجرّد من انسانيته، من قيمه ومن كل هذه الأمور التي ينادي بها”. ويتابع “طبعا انا اتحدث عن الحكام ولا اتحدث عن الشعوب، فشريحة كبيرة من الشعوب في الغرب متضامنة مع شعبنا وتقف الى جانبه، اما الحكام فلهم مصالحهم واجنداتهم الاستعمارية”.

ويختم كلامه بـ “الصلاة الى الله ليستفيقوا من هذه الحالة التي هم فيها ويدركوا بأن حقوق الانسانية تعني ان تكون مع الانسان المظلوم لا ان تكون مع الظالم على حساب المظلوم”.

اذاً، على امل ان يستفيق العالم من غيبوبته الطوعية ويهبّ لنصرة الشعب في فلسطين، نقول: هنا في غزة.. شهيدٌ يزفّ شهيداً وأرض ارتوت بدماء أطفال ملائكة ستزهر ذات يوم اقحواناً ابيضاً ايذاناً بإعلان النصر: من غزة.. هنا فلسطين العربية.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal