متى سيدعو برّي إلى طاولة حواره السباعية؟… عبدالكافي الصمد

عندما أعلن رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، في مهرجان ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر في ٣١ آب الجاري، عن مبادرته القائمة على دعوة رؤساء الكتل النيابية إلى عقد جلسات حوارية في مجلس النوّاب على مدى 7 أيّام متتالية، قبل الإنتقال إلى جلسات مفتوحة في مجلس النوّاب لا تنتهي إلا بانتخاب رئيس للجمهورية، شرعت تساؤلات عديدة تُطرح في كلّ الأوساط حاولت الإستفسار حول متى سيحدد برّي موعد هذه الجلسات الحوارية، وهل أنّ جميع من سيُدعون إليها سيلبّون الدعوة أم لا، وهل ستسفر في نهاية المطاف عن عقد جلسات مفتوحة تُمهّد لخروج الدخان الأبيض إيذاناً بانتخاب الرئيس العتيد؟
لم يُفصح برّي ولا المقرّبين منه عن الموعد المنتظر للحوار، الذي كان بمثابة “أرنب” جديد أخرجه رئيس المجلس من كمّه، ولا من سيدعو اليه، ولا جدول أعماله، إلّا أنّ مراقبين رأوا أنّ جلسات الحوار المرتقبة في مجلس النواب لن تُعقد قبل إستحقاقين:
الأوّل بعد جولة الموفد الرئاسي الفرنسي الخاص إلى لبنان، جان إيف لودريان، المنتظرة في 15 أيلول الجاري، مبدئياً، وهي الثالثة له بعد جولتيه في 26 حزيران و26 تموز الماضيين، وبعد أن وجّه في 15 آب الماضي رسالة إلى النوّاب والكتل رسالة تضمّنت سؤالين طلب منهم الإجابة عليهما، وهي إجابة ـ بدت مثل واجب مدرسي ـ قام بها البعض، وتجاهلها أو رفضها البعض الآخر، ما جعل مصير جولته الثالثة مجهولاً، سواء لجهة الموعد أو النتائج التي يمكن أن تسفر عنها، ومع ذلك فإنّ برّي لن يدعو إلى عقد جلساته الحوارية قبل انقضاء مهمة لودريان، حتى لا يُفسر الحوار بأنّه قوطبة عليه وعلى مهمته.
أمّا الإستحقاق الثاني فمرتبط بتجاوب الكتل مع دعوة برّي، وهل أنّها ستلبّي وستحضر فعلياً جلسات الحوار في مجلس النواب أم لا، ذلك أنّ رفض عدد مهم من الكتل حضور الجلسات، بإيعاز خارجي على الأرجح، سيعني أنّ طبخة الإستحقاق الرئاسي لم تنضج بعد، وأنّ كلّ ما يجري لن يكون سوى لملء الوقت الضائع بانتظار التوافق الخارجي وإرساله كلمة السرّ إلى الداخل، وترجمتها في انتخاب رئيس جديد ينهي الفراغ الرئاسي الذي دخل شهره الـ11.
حتى الآن أعلن عدد لا يُستهان به من الكتل ترحيبها بدعوة برّي الحوارية، خصوصاً الحلفاء الذي يدعمون إنتخاب رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية، وحتى الذين يعارضون تأييده ومن أبرزهم التيّار الوطني الحر، مقابل رفض مطلق من حزب الكتائب، ورفض مشروط من القوات اللبنانية، في حين يسود الإنقسام بين نواب التغيير والنوّاب المستقلين، بينما أبدى اللقاء الديمقراطي ترحيباً مبدئياً بالحوار، بانتظار المزيد من الإتصالات واللقاءات، وهو إنتظار يطرح السؤال التالي: هل سيكون أيلول طرفه بالإستحقاق الرئاسي مبلولاً؟
الأيّام القليلة المقبلة تحمل معها الإجابات الشّافية عن كلّ هذه الأسئلة.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal