همس في اجتماعات القوات اللبنانية.. حان الوقت لترتيب العلاقة مع سوريا!!… غسان ريفي

بالرغم من المواقف العالية السقف التي يطلقها حزب القوات اللبنانية رئيسا ونوابا وقياديين وإعلاميين والتي ترمي الى استهداف الخصوم وشدّ عصب الشارع المسيحي وصولا الى التفرد بالساحة على حساب التيار الوطني الحر الذي يعاني ازمة فقدان النفوذ بعد انتهاء عهد الرئيس ميشال عون، إلا أن نقاشات هادئة تدور همساً في الدائرة الضيقة للقوات تفتش عن مخارج للأزمات وعن وسيلة للنزول عن شجرة المواقف التي لم تعد تجدي نفعا في ظل المتغيرات الايجابية التي طرأت على المنطقة.
ينظر حزب القوات الى المصالحات والتفاهمات التي شهدتها المنطقة بكثير من القلق على الحضور المسيحي، خصوصا ان رئيسه سمير جعجع سبق أن سمع كلاما واضحا من السفير السعودي في لبنان وليد البخاري بأن “المنطقة تتخذ شكلا جديدا بعيدا عن الاستفزازات والتوترات والتشنجات وصولا الى صفر مشاكل ما يتطلب تخفيض مستوى الخطاب داخليا وخارجيا”.
وجاء كلام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبطريرك بشارة الراعي خلال لقائهما في الاليزيه بأن “على المسيحيين في لبنان ان يقرأوا متغيرات المنطقة جيدا”، لتكمل ما بدأه السفير البخاري.
لذلك فإن عددا من الافكار بدأت تطرح في اجتماعات القوات حول تطورات الاقليم والتي لا يمكن الاستمرار في التعاطي معها بإنكار في لبنان الذي يتأثر بشكل مباشر بتطورات المنطقة سلبا كانت ام إيجابا.
من بين هذه الافكار بحسب المعلومات التي توفرت ل “سفير الشمال” من مصادر واسعة الاطلاع على أجواء القوات، انه “ربما يكون قد حان الوقت لطيّ خلافات الماضي والنظر الى المستقبل بطريقة واقعية، خصوصا ان الوقت يمر وهو لم يعد يسمح بالمغامرات التي لم تأت على المسيحيين الا بالخراب”.
وتشير المعلومات الى ان النقاش في بعض الاجتماعات يتمحور حول العلاقة مع سوريا حيث كانت هناك آراء تقول بضرورة “إعادة ترتيب العلاقة مع النظام خصوصا ان الرئيس بشار الاسد قد تجاوز المرحلة الصعبة وثبّت شرعيته بالعودة الى جامعة الدول العربية وحضوره القمة العربية التي كادت ان تسمى بإسمه”.
ويرى أصحاب هذا الرأي ان “التفاهم مع الاسد وهو في هذه الوضعية قد يكون افضل وأسهل من التفاهم معه في المستقبل، خصوصا ان المصلحة العليا للبنان تقتضي اليوم الكثير من الحكمة والواقعية”.
ويعتبر هؤلاء انه في ظل “تناغم لبنان الرسمي مع الاجماع الشعبي في العداء لاسرائيل بالرغم من بعض التطبيع العربي، وعدم قدرة اي جهة لبنانية مهما علا شأنها ان تسير بعكس هذا التيار الجارف، تبدو العلاقة الجيدة والمتوازنة مع سوريا هي الحل الوحيد بما يحفظ سيادة لبنان واستقرار سوريا، ولان اقتصاد لبنان لن يستعيد عافيته من دون البوابة السورية”.
ويرى اصحاب هذا الرأي ضمن حزب القوات ان “قطار المصالحات انطلق ومن يركب فيه يصل الى الامام ومن يفوته يبقى في المحطة وعليه ان ينتظر عودة القطار من جديد، لكن ربما يكون قد فان الاوان وتوقف القطار أو تم استبداله”.
وتقول المصادر ان “ما يتم طرحه ما يزال مجرد أفكار يقدمها بعض المعتدلين ضمن صفوف القوات ويرفضها الفريق المتشدد، لكنها فرضت نفسها كمادة للبحث، والنقاش الهادئ في بعض الاجتماعات وهي إما ان تتطور نحو ايجابيات قد تظهر لاحقا في مواقف القوات او تبقى مجرد افكار وتنتهي، لتبقى القوات على معارضتها ومواقفها العالية السقف.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal