ما هو الثمن الذي يجب أن يدفعه اللبنانيون من أجل تأمين الكهرباء؟!.. مرسال الترس

في الوقت الذي دعمت فيه دولة الامارات العربية المتحدة انشاء طاقة من الرياح في جمهورية مصر العربية بقوة عشرة غيغا وات (أي ما يوازي مليون كيلو وات) يُشعل اللبنانيون شمعة لكي يستطيعوا عبور الليل الطويل الذي يعيشون فيه بدون طاقة كهربائية نتيجة العقوبات الأميركية على الشعب والتي تحول دون تأمين الغاز من مصر لتشغيل معامل الكهرباء، أو التزود بالطاقة من الأردن، أو الفيول أويل من العراق او الجزائر. في الوقت الذي يعلم فيه الجميع أن حاجة لبنان من الطاقة الكهربائية وعلى مدى اربع وعشرين ساعة لا تتعدى بضعة مئات الآلاف من الكيلواط فقط لاغير.

فما هو الثمن الذي يجب أن يدفعه اللبنانيون من أجل تأمين الطاقة الكهربائية لهم؟

الواضح أن الثمن المطلوب أن يدفعه اللبنانيون مرتفع جداً وقد يطال مختلف أوجه حياتهم اليومية. والاّ لماذا تقف الادارة الأميركية وسفارتها في بيروت حجر عثرة في وجه تحقيق أبسط متطلبات الحياة اليومية في مطلع القرن الحادي والعشرين. مع التذكير بان سفيرة البيت الأبيض في بيروت الجريحة دوروثي شيا قد وعدت علناً وفي تصريح عبر مختلف وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة منذ عدة أشهر بتسهيل نقل الغاز من مصر والكهرباء من الأردن.

فمن هي الجهة التي “دعست” على رجل السفيرة لتجاهل تصريحها، في حين يبدو عليها الارتباك حين يتم سؤالها عن الموضوع؟

منتصف هذا الأسبوع نشرت إحدى مؤسسات الاحصاءات العالمية دراسة حول قدرة البلدان على الاستفادة من اقتصاد المعرفة حيث احتل فيها لبنان المرتبة الثانية في الذكاء بين الدول العربية. ولكن الواقع يعكس غير ذلك إطلاقاً، حيث هناك من يتلاعب بالمسؤولين في لبنان ومن ورائهم الشعب اللبناني ليعمل على تركيعه من خلال الضغوط المالية والحياتية والمعيشية!

وفي هذا السياق دعا المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الى انتفاضة سياسية لإنقاذ البلد من الفراغ الدستوري، معتبراً في تصريح له أن انتظار واشنطن يعني فوضى وضغط شوارع ومنع الأساسيات الوطنية، والسياسات الأميركية صريحة بمنع الغاز المصري والكهرباء الأردنية والنفط الإيراني على قاعدة إغراق البلد بالعتمة والجوع والتضخّم والكساد والفوضى والنزوح والفلتان تمهيداً لخريطة طريق قذرة.

وعليه يبدو ان اللبنانيين الذين حلموا بأن بداية الحلحلة ستكون انطلاقاً من تيسير المسؤولين للترسيم البحري قد وقعوا في فخٍ محكم. لأن ثمن الكهرباء والخروج من جهنم أكبر بكثير مما هو متداول والخوف أن يطال رأس الوطن وهيكليته!


Related Posts


  

Post Author: SafirAlChamal