عندما يتفاخر فيلتمان بالإساءة الى المسؤولين اللبنانيين!… مرسال الترس

يعرف اللبنانيون جيداً أن معظم المسؤولين والسياسيين يتملقون للأجنبي من أجل الحفاظ على مواقعهم ومراكزهم، وان الأمر ليس حديث العهد فالعديد من الروايات التاريخية تتحدث عن صلات “الوجهاء” في البلاد التي إعتمدت “الأرز الشامخ” رمزاً لرايتها الوطنية مع الملوك والسلاطين والقادة العسكريين الذين تركوا بصماتهم على صخور نهر الكلب وصولاً الى الباشاوات والقناصل والسفراء المعتمدين من هذه الدولة المستعمرة أو تلك الدولة المحتلة.

وإذا كان المؤسف في هذه الصورة أنه قد لا يخرج سياسي او مسؤول من فوق غربال هذه المعمعة، حتى ياتي من “يعيّره” في ارتباطه بهذه العاصمة أو تلك السفارة أو ذاك الجهاز من المخابرات مواربة أو تحت جنح الظلام. ونادراً ما يخرج أحدهم ليتحدّث عن صداقة مع هذا الرئيس او ذاك الملك. إلاّ أن المؤلم لأولئك المواطنين الذين يتوقون دائماً إلى “تأليه” من يناصرون أو يتبعون، أن يخرج ذلك المسؤول الأجنبي “الوضيع في أدبياته في معظم الأحيان” ليتحدث جهاراً عما وصلت سلطته بين المسؤولين أو السياسيين في لبنان، كما فعل مؤخراً السفير الأميركي السابق في بيروت جيفري فيلتمان الذي تبوأ مراكز مهمة لاحقاً في الإدارة الأميركية ومنظمة الأمم المتحدة (والذي كان يصفه العديد من السياسيين في لبنان بالصديق الصدوق الذي يمكن الإتكاء الى كتفه في الملمات والظروف الصعبة). 

المؤسف جداً، ووفق ما نقلت مصادر صحفية متابعة: أن فيلتمان تفاخر أمام المندوب الفرنسي في الأمم المتحدة، أن باستطاعته أن يأمر أياً من تلك الرؤوس، بالأنوف التي تلامس المريخ، أن يرقص عارياً في الطرقات”. لاشك أن مثل هذا الكلام فيه الكثير من الحقارة ليس تجاه السياسيين والمسؤولين في بلد صغير بحجم لبنان، وإنما مسؤول في أعظم الدول في العصر الحالي.

فاذا كان هذا الكلام صحيحاً أنه صدر عن مسؤول دولي بهذا المستوى العالمي، فذلك يعكس مستوى التفكير لدى من يسمون أنفسهم “عظماء” بالنسبة لباقي القوى البشرية، وظهر بوضوح كم هم بحاجة إلى إعادة تأهيل للتعاطي الإجتماعي مع من يتساوون معهم بالانسانية.

أما إذا الكلام غير صحيح فما على المعنيين به في لبنان إلاّ ان يقيموا الدنيا ولا يقعدوها لتحصيل “شرفهم” على الأقل امام ناسهم لاسيما وأن شريحة واسعة من المتابعين في لبنان تعرف بالتفصيل الممّل من كان من السياسيين والمسؤولين يفتح ذراعيه وقلبه لذاك الديبلوماسي الذي أسقط بتصريحه كل الأعراف الدبلوماسية التي تم التوقيع عليها في جنيف أو سواها.

الثابت أن العديد من السياسيين والمسؤولين في هذا الوطن لن يستطيعوا الخروج من شرنقة الالتحاق بهذا المرجع الخارجي او ذاك، والأثبت أن هناك العديد من الدبلوماسيين لا يمكن الركون اليهم أبداً. وأكبر دليل ذلك ما تم كشفه في منشورات “ويكيليكس”.      

 


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal