الذكرى الـ 89 لاعدام المجاهد عمر المختار.. هكذا إنتفضت طرابلس ضد الطليان

غسان ريفي

عندما اقدم الاحتلال الايطالي في ليبيا في أيلول من العام 1931على إعدام المجاهد عمر المختار، هبّت طرابلس الفيحاء هبّة رجل واحد وخرجت بشيبها وشبابها ونسائها وأطفالها إحتجاجا على إعدام شيخ المجاهدين وأحرقت كل المؤسسات الايطالية في المدينة، من المستشفى الى المدرسة فالقنصلية وبيت القنصل وكان من عائلة بطش.

ما حصل في مدينة طرابلس اللبنانية ما يزال يعرف حتى الآن بثورة الطليان، حيث ما يزال كثيرون من أبناء المدينة يتذكرون أو يحفظون الحكايا والقصص التي سمعوها من أجدادهم أو آبائهم الذين شاركوا في هذه الثورة غضبا على إعدام عمر المختار.

وبحسب هذه الروايات فإن قلة من البيوت الطرابلسية كانت تمتلك جهاز راديو، ومساء يوم 16 أيلول بثت إذاعة الشرق الأدنى خبرا مفاده “أن القوى الفاشية الايطالية أعدمت شيخ المجاهدين عمر المختار”.

“الخبر سرعان ما إنتشر كالنار في الهشيم بين ابناء المدينة، وبدأ المشايخ في اليوم التالي أي مثل هذا اليوم في 17 أيلول، بقراءة الآيات القرآنية في المساجد حدادا، وباشر المواطنون من مختلف احياء طرابلس بالتجمع في الساحات وملامح الغضب والأسى بادية على وجوههم، وما هي إلا ساعات حتى تجمع الطرابلسيون بالآلاف وهم يهتفون ضد الاستعمار الايطالي، مباركين إستشهاد شيخ المجاهدين عمر المختار من اجل أنبل قضية”..

وتؤكد الروايات “أن الحماس الجماهيري كان يزداد شيئا فشيئا في ساحات طرابلس على وقع الخطابات التي كانت تلقى، حتى إنفجر الغضب الشعبي، وإنطلقت المجموعات الغاضبة باتجاه المصالح الايطالية التي كانت موجودة في أنحاء المدينة، فتم إحراق القنصلية الايطالية في حي البحر في الميناء وإحراق العلم الايطالي بعد إنزاله عنها، وإحراق منزل القنصل الايطالي في طريق الميناء، ومدرسة الطليان في حي الكنائس، كما تجمع كثير من المواطنين الغاضبين أمام المستشفى الايطالي في الميناء وهو كان من اكبر المستشفيات وأهمها ويقدم خدمات إستشفائية هامة، واقتحموه واضرموا النار في محتوياته، حتى أنهم أنزلوا الأسرّة والفرش وبعض المعدات الطبية الى الشارع وعمدوا الى إحراقها، تضامنا مع ليبيا وطرابلس الغرب، وإحتجاجا على إعدام المجاهد عمر المختار”.

وتقول الروايات: “إن الفرنسيين بذلوا في ذلك اليوم مجهودا عسكريا كبيرا للحؤول دون إقتحام المصالح الايطالية، لكن حجم المتظاهرين الذين قدروا بالآلاف من الرجال والشباب والنساء والاطفال كسر كل الحواجز، إلا أن ذلك لم يمنع عناصر الجيش الفرنسي من إعتقال الكثير من المتظاهرين وإطلاق النار في اكثر من إتجاه لتفريق الحشود.

ويؤكد بعض كبار السن في طرابلس أن المدينة كانت أم العرب والعروبة، وأم الفقير،

وعندما كان يحصل أي عدوان أجنبي على أي دولة عربية أو تشهد إحداها أزمة إقتصادية كان شعب طرابلس في طليعة من يخرج ويتظاهر ويرفض إنطلاقا من كونه شعبا حيا مؤمنا بالقضايا العربية.

Post Author: SafirAlChamal