حادثة كفتون ترخي بثقلها على عكار.. شبهات ارهابية والقوة الضاربة تداهم… نجلة حمود

تركت العملية الأمنية الخاطفة التي نفذتها القوة الضاربة في فرع المعلومات في منطقة الدريب الأوسط، وتحديدا في منطقة العامرية، الواقعة على الحدود العقارية الفاصلة بين البيرة وبلدة خربة داوود، سلسلة تساؤلات حول هدف العملية ومدى إرتباطها بالبحث عن العصابة التي نفذت جريمة بلدة كفتون في الكورة، خصوصا أن هذه المداهمة تأتي بعد يوم من المداهمة التي نفذت منتصف ليل السبت ـ الأحد من قبل فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي ومن القوة الأمنية المشتركة في منطقة البداوي، بهدف القاء القبض على (إ. ش.)، حيث جرى تبادل إطلاق نار إنتهى بدفع المسؤولين عن المخيم إلى التدخل واقناع إ. ش. بتسليم نفسه، حيث اصطحبه قائد كتيبة شهداء البداوي أبو علي الشوك من منزله إلى مقر القوة الأمنية، ومن هناك جرى تسليمه إلى فرع المعلومات.

حادثة ليل السبت ـ الأحد لا يمكن فصلها عن حادثة فجر الأحد ـ الاثنين في بلدة البيرة، حيث قام فرع المعلومات على تفخيخ جانب من حائط المنزل لدخوله ما أدى الى اندلاع حريق في المنزل، وبالفعل تم التمكن من القاء القبض على ثلاثة مطلوبين، بحسب ما أفاد أهالي المنطقة عرف منهم السوري ( يوسف خلف) المعروف بأبو وضاح قيل انه قام بتفجير نفسه لكن مصادر مطلعة نفت ذلك، وهو كان يقطن قبل فترة في بلدة خربة داوود ويعمل في أعمال البناء، إضافة الى سوريين آخرين. قبل أن يغيب لمدة عن الأنظار ويعود ليستأجر منزلا محايدا في خراج بلدة البيرة مقابل بلدة خربة داوود تعود ملكيته لعسكري متقاعد (د.ي) من بلدة عين الزيت.

وعقب العملية نفذت القوة الضاربة سلسلة مداهمات لعدد من مخيمات النور والنازحيين السوريين الواقعة عند بحيرة الكواشرة، ما يؤشر الى وجود مطلوبين متوارين عن الأنظار ولا يزال البحث جاريا عنهم.

العملية الأمنية، تضاف الى سلسلة عمليات كانت شهدتها منطقة الدريب الأوسط خلال فترة الأحداث الأمنية التي أعقبت النزوح السوري والتي كانت تستهدف عناصر الجيش اللبناني والباصات التي تنقلهم الى مراكز الخدمة، وأدت باستمرار الى عمليات دهم واعتقال كان آخرها إعتقال شبكة من بلدة خربة داوود في العام 2016، أسفرت الى مقتل العسكري المنشق عاطف سعد الدين، والقاء القبض على شبكة مؤلفة من لبنانيين وسوريين.  

اللافت ليل أمس هو تزامن الحادثة مع حادثة إطلاق النار على رئيس بلدية خربة داوود سعد الدين سعد الدين ليلا أثناء تواجده وعائلته في حديقة المنزل، وإذ يرفض سعد الدين الربط بين الحادثتين الا أنه يؤكد أن النيران وجهت اليه بالمباشر ومن مسافة قريبة وقد وضع الأمر بعهدة القوة الأمنية.

الثابت في منطقة الدريب الأوسط أن الأهالي الذين فتحوا منازلهم للنازحيين مع بداية الأزمة السورية في العام 2011، ورؤساء بلدياتها قد ضاقوا ذرعا من وجود آلاف النازحيين وهم تجاوزوا عدد سكان المنطقة الأصليين.

“على الدولة ومنظمات الأمم المتحدة التي وضعتهم في مناطقنا أن تتحمل مسؤولية النازحيين وتراقب تحركاتهم ونشاطاتهم”، يقول رئيس بلدية البيرة محمد وهبي، مطلقا صرخة للمرة الألف لأن واقعنا ومجتمعنا متخم ولا طاقة لنا على تحمل أعباء  إضافية، كما أن اغاثة النازح لا تكون لتسع وعشر سنوات”.

ويشدد وهبي على “أن الأمور سائبة، فهناك 8500 نازح في البلدة والبلدية لا تملك لوائح دقيقة بأسمائهم بسبب حركة الدخول والخروج غير المضبوطة، ولا يمكننا أن نعلم ماذا يوجد داخل مخيماتهم وشققهم، وعلى الدولة وضع يدها على ملف النازحين وانهائه، ونحن بالكاد نستطيع ضبط الأمن في البلدة ومراقبة التحركات لمنع السرقات وتامين سلامة المواطنين”.

أما الكارثة الحقيقة فتكمن في بلدة خربة داوود المتخمة بمخيمات النازحيين السوريين التابعة لجمعية “البر والتنمية” والتي يديرها الشيخ ربيع مرعي. في البلدة 4500 نازحا سوريا، مقابل 1500 مواطن لبناني، لا قدرة للبلدية على ضبطهم ولا تعرف عنهم أي معطيات والأمور عند صاحب الجمعية المسؤول المباشر عنهم والذي يؤمن لهم المساعدات من الدول الخليجية، بحسب رئيس البلدية سعد الدين.

شبهات كثيرة وتساؤلات مشروعة أثيرت مرارا حول دور هذه الجمعية، لجهة ايواء كل هؤلاء النازحين وتأمين إحتياجاتهم فضلا عن شكاوى تناولتها لأسباب مختلفة، خصوصا أن بؤرة الخلافات والاضطرابات والمشاكل الأمنية التي اندلعت سابقا وتندلع حاليا تتمركز في تلك المنطقة النائية الواقعة على حدود عدد من بلدات الدريب الأوسط.


مواضيع ذات صلة:

  1. في زمن الكورونا.. ما هو واقع المستشفيات الخاصة في عكار؟… نجلة حمود

  2. تجارة طبية في عكار.. مستوصفات وأطباء غير شرعيين!… نجلة حمود

  3. عكار: رؤساء بلديات الى القضاء بعد رفع الحصانة عنهم!… نجلة حمود


 

Post Author: SafirAlChamal