بعد الاستقلال.. سبع حكومات أسقطها الشارع اللبناني؟… غسان ريفي

لم يكن مستغربا أن تسقط حكومة الرئيس سعد الحريري (حكومة العهد الأولى) في الشارع، فالتاريخ اللبناني يحفل بثورات وإنتفاضات أدت الى سقوط حكومات منذ بعد الاستقلال ولغاية ثورة 17 تشرين الأول 2019، خصوصا أن الأزمات المعيشية والسياسية والطائفية التي يعاني منها اللبنانيون دخلت ضمن منظومة “الأمراض المزمنة” التي لم تتمكن أي حكومة من إيجاد حلول لها لكنها تعاطت معها وعملت على إستيعابها، لكن ثمة حكومات لم تستطع المواجهة ولم تنجح في إقناع اللبنانيين بقدرتها على الحل فكان مصيرها السقوط في الشارع بفعل ثورة من هنا أو تحركات وتظاهرات من هناك.

سيع حكومات أسقطها الشارع اللبناني منذ الاستقلال، هي:

الحكومة الأولى.. في العام 1958 وبعد الثورة التي عرفت بـ “ثورة شمعون” شكل الرئيس الشهيد رشيد كرامي حكومة لم يرض عنها الشارع المسيحي وتحديدا حزب الكتائب الذي قام بما عُرف بـ”الثورة المضادة”، التي أسقطت حكومة كرامي في الشارع قبل أن يقدم بيانها الوزاري الى مجلس النواب، حيث عاد وشكل حكومة جديدة رباعية تألفت منه ومن بيار الجميل وريمون إده وحسين العويني.

الحكومة الثانية.. مع نهاية العام 1968 وخلال حكومة كان يرأسها الرئيس عبدالله اليافي نفذت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عملية فدائية ضد طائرة ركاب إسرائيلية في العاصمة اليونانية أثينا، وعلى الأثر قامت مجموعة من المظليين الاسرائيليين بانزال في مطار بيروت ودمرت عددا من الطائرات، وحصلت أزمة سياسية أدت الى إستقالة حكومة اليافي، فشكل الرئيس الشهيد رشيد كرامي في مطلع العام 1969 حكومة جديدة لكنها لم تستطع الصمود لأسباب سياسية، فكانت ثورة شعبية لبنانية ـ فلسطينية أدت الى إستقالة الحكومة في نيسان من العام نفسه.

الحكومة الثالثة.. في العام 1973 شكل الرئيس تقي الدين الصلح حكومة في ظل خلافات سياسية وحزبية أدت الى إستبعاد الزعيم كمال جنبلاط عن الحكومة، ما أدى الى إنعكاسات سلبية سياسية وإقتصادية، فشهدت البلاد أزمة مواد غذائية، وإرتفعت الأسعار بشكل جنوني، وإنطلقت التظاهرات والتحركات الشعبية التي طالبت برفع الحد الأدنى للأجور، فلم يستطع الرئيس الصلح تلبية المطالب التي كان يقودها الاتحاد العمالي العام، فقدم إستقالة حكومته إستجابة منه للضغط الشعبي.

الحكومة الرابعة.. في العام 1975 وبعد إندلاع الحرب الأهلية وإستقالة حكومة الرئيس رشيد الصلح، شكل العميد نور الدين الرفاعي حكومة من ستة وزراء عسكريين، لم تصمد لأكثر من يومين ونصف اليوم، وكانت مهمة حكومة الرفاعي تحييد الجيش عن الحرب، لكن مع ظهور التشكيلة نشأت معارضة وطنية رباعية تمثلت بوثيقة وقعها كل من: رشيد كرامي وصائب سلام وريمون إده وكمال جنبلاط، طالبت بتسمية كرامي رئيسا لحكومة جديدة، فتحرك الشارع وشهد مواجهات دامية أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، فسقطت حكومة الرفاعي تحت ضغط الشارع.

الحكومة الخامسة كانت برئاسة الرئيس الراحل عمر كرامي في العام 1992، حيث إندلعت ثورة السادس من أيار نتيجة تدهور الوضع الاقتصادي وتدني سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار، فأعلن الاتحاد العمالي العام الاضراب لعدة أيام، تخللها تظاهرات وتحركات شعبية لا سيما في مدن طرابلس وبيروت وصيدا وترافقت مع أعمال شغب وإطلاق نار ومواجهات ومحاصرة منازل الوزراء، ما أدى الى سقوط حكومة الرئيس كرامي.

الحكومة السادسة، كانت أيضا برئاسة عمر كرامي وجاءت إثر الزلزال السياسي الذي ضرب لبنان بعملية إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005، حيث عم الاضراب وإستوطن اللبنانيون الشوارع، وخلال جلسة نيابية عقدت لمساءلة الحكومة، قدمت شقيقة الشهيد النائب بهية الحريري مداخلة مؤثرة جدا، وفي القسم الثاني من الجلسة طلب الرئيس كرامي الكلام، وفاجأ حلفاءه بتقديم إستقالة الحكومة، فأعيد تكليفه لكن لم يستطع التأليف.

الحكومة السابعة، جاءت عقب ثورة 17 تشرين الأول 2019 عندما إنتفض الشارع في وجه عهد الرئيس ميشال عون وحكومته، وثار الشعب ضد الفساد والهدر والسرقات والسمسرات، وغياب الخدمات والتقديمات، وفرض الضرائب على الشعب اللبناني، ومع دخول الثورة يومها الـ 13 قدم الرئيس سعد الحريري إستقالة حكومته إستجابة لطلب الشارع.

يذكر أن حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في العام 2006 واجهت تظاهرات وتحركات من العيار الثقيل قامت بمحاصرة السراي الحكومي في وسط بيروت، لكن أحدا لم يستطع أن ينتزع منه إستقالته التي لم يقدمها إلا من خلال توافق سياسي.

إذن سبع مرات نجح اللبنانيون في إسقاط حكوماتهم في الشارع، منذ الاستقلال، لكن يمكن القول إنه بعد ثورة 17 تشرين الأول 2019 التي ما تزال مستمرة وتتفاعل يوما بعد يوم، فإن أي حكومة لا تحظى بثقة الشعب اللبناني ربما يكون مصيرها السقوط في الشارع.


فيديو:

  1. بالفيديو: عنصر بالجيش يعتدي على امرأة

  2. بالفيديو: شابة تبكي مارسيل غانم واللبنانيين

  3. بالفيديو: إشكال بين بيار رفول ومتظاهرين.. والشرطة الاسترالية تتدخل

  4. بالفيديو والصور: الأمطار تنعش الثوار في طرابلس


لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.


لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.


مواضيع ذات صلة:

  1. من سيتعب أولا.. السلطة أم الشعب؟… غسان ريفي

  2. البداوي تحمي الثورة.. وتُحبط مخطط السلطة!… غسان ريفي

  3. الثورة تتمدد.. والسلطة تعيش حالة إنكار… غسان ريفي


Post Author: SafirAlChamal