من سيتعب أولا.. السلطة أم الشعب؟… غسان ريفي

حتى الآن لا يبدو أن ثمة حل في الافق اللبناني، فالأمور مستمرة على حالها لجهة إصرار الشعب على ثورته حتى رحيل الحكومة وإسقاط النظام من جهة، وتعنت السلطة وإدارة الأذن الطرشاء لكل صرخات المحتجين التي تملأ الساحات وتصل الى عنان السماء من جهة ثانية، ما يجعل الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات ومن بينها الفوضى الكاملة التي سيكون لها تداعيات كارثية على البلد ككل.

يمكن القول إن الكل في لبنان مأزوم، فالعهد يستقبل عامه الرابع بعد يومين على وقع المطالبة باسقاطه ومحاسبته وفي ظل ثورة شعبية غير مسبوقة، والرئيس ميشال عون لم يُقنع المواطنين بخطاب مقطّع موصّل وممنتج، وهو بات أسيرا في القصر الجمهوري، في وقت تبدو فيه عائلته غير متماسكة بعدما فرقتها “شهوة” السلطة ورفعت الحواجز بين أفرادها، وصولا الى إبن شقيق الرئيس جوزيف عون الذي شن هجوما عنيفا على الوزير جبران باسيل وطالب بعدم توزيره في أي حكومة.

ورغم كل ذلك ما يزال الرئيس عون يتمسك بباسيل ويرفض أن يشمله أي تعديل وزاري، أو أن تشكل حكومة جديدة من دونه، كما يضع مع صهره شروطا صعبة جدا على رئيس الحكومة سعد الحريري أبرزها إما البقاء معا في الحكم أو الذهاب معا، ما يشير الى أن باسيل قرر مواجهة الشارع حتى النهاية ولو أدى ذلك الى إنهيار البلد سياسيا وأمنيا وإقتصاديا، خصوصا بعد التحذيرات التي أطلقها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في هذا الاطار يوم أمس.

أما الرئيس سعد الحريري فلا يختلف إثنان على أنه في وضع لا يُحسد عليه، فهو يتعرض للضغط لتقديم إستقالته، ويتعرض لضعط أكبر لعدم الاستقالة، وهو لا يستطيع الاستمرار في هذه الحكومة التي ينادي الشعب باسقاطها ورحيلها، كما لا يمكن له أن يجري تعديلا وزاريا في ظل رفض العهد الاطاحة بجبران باسيل، كذلك لا يستطيع تشكيل حكومة جديدة من إختصاصيين في ظل الاصرار العوني على أن يكون باسيل من ضمنها حيث تشير المعلومات الى أنه يشترط العودة الى وزارة الطاقة.

في غضون ذلك، فإن كل يوم إضافي يمر على الثورة يعرض الحريري لخسائر سياسية وشعبية كبرى، في حين يقول مقربون منه: أنه يخشى في حال قدم إستقالته من دون توافق على حكومة جديدة أن يتدهور الوضع من دون وجود إدارة قادرة على معالجته، كما يخشى أن يصبح مهددا في لبنان، وأن يتعرض للمحاسبة في السعودية التي له معها تجربة مرة، ما يؤكد أن الاستقالة تعني إنتهاءه سياسيا، وهذا أمر لا يريده الحريري كما لا يريده تيار المستقبل، ولا يريده جزء كبير المجتمع الدولي.

لذلك، فإن لبنان مقبل على مرحلة صعبة جدا، فالشعب تجاوز حواجز الخوف وكسر على السلطة السياسية، والسلطة لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم، وتنتظر أن يمل هذا الشعب، أو تنجح في إيجاد وسيلة لاخماد ثورته، فمن سيتعب أولا السلطة أو الشعب؟..


فيديو:

  1. بالفيديو: عنصر بالجيش يعتدي على امرأة

  2. بالفيديو: شابة تبكي مارسيل غانم واللبنانيين

  3. بالفيديو: إشكال بين بيار رفول ومتظاهرين.. والشرطة الاسترالية تتدخل

  4. بالفيديو والصور: الأمطار تنعش الثوار في طرابلس


لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.


لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.


مواضيع ذات صلة:

  1. البداوي تحمي الثورة.. وتُحبط مخطط السلطة!… غسان ريفي

  2. الثورة تتمدد.. والسلطة تعيش حالة إنكار… غسان ريفي

  3. ميقاتي يُلاقي ثورة اللبنانيين ويهاجم العهد.. إرفعوا أيديكم عن القضاء والجيش.. غسان ريفي


Post Author: SafirAlChamal