الحريري في الفوّار: تناقض وإرباك واستشعار بالخطر… عبد الكافي الصمد

لافتة وغريبة ومتناقضة كانت الزيارة التي قام بها الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري أول من أمس الأربعاء إلى بلدة الفوار، للتضامن مع أبنائها في رفضهم إقامة مطمراً للنفايات في خراج بلدتهم، وتنفيذهم إعتصامات رفضا لذلك.

ولعل من أبرز ما يمكن تسجيله من ملاحظات على هامش زيارة الحريري إلى بلدة الفوار، النقاط التالية:

أولاً: بات معروفاً أن مطمر النفايات الذي كان وقع الإختيار عليه في الفوار وتستفيد منه أربع أقضية شمالية لرمي نفاياتها فيه، هي: المنية ـ الضنية، زغرتا، الكورة وبشري، هو عقار تعود ملكيته إلى جهاد العرب، المقاول المعروف والمقرّب من آل الحريري، والذي كان اشترى العقار المذكور عام 2016، لغايات وأهداف تبينت حقيقتها لاحقاً.

وعندما يأتي الحريري إلى الفوار متضامناً مع أهلها، يأتي ليدين تياره الأزرق الذي أراد أن تكون الفوّار مكبّاً ومطمراً للنفايات، من أجل تحقيق مكاسب مادية، ولو كان الأمر على حساب صحّة وسلامة أهالي الفوّار والمناطق المجاورة لها، التي تضامنت مع الفوار في تحركها الرافض لوجود المكب.

ثانياً: حاول الحريري خلال زيارته الفوّار، نفي وإبعاد التهمة التي ألصقت بتيار المستقبل بأنه يقف وراء اختيار موقع الفوّار ليكون مكبّاً للنفايات، وصرّح بأن “أحداً لا يستطيع إدخال غراماً من النفايات إلى أي منطقة لا يري أهلها ذلك”. لكن حركة الحريري هذه جاءت متأخرة، بعدما اكتشف حجم الإستياء في أوساط الأهالي من التيار الازرق، وأن هذا الإستياء يكبر مثل كرة الثلج، ويهدد شعبية تيار المستقبل في الصميم.

ثالثاً: قال الحريري في تصريحه من الفوّار، أن “هذا الموقف صادق، قالته جميع الأطراف، وهو ليس للمزايدات”. ولعلها المرّة الأولى التي يقول فيها الأمين العام للتيار الأزرق إن كلام ومواقف القوى السياسية الأخرى صادقة، بعدما كان كلام قيادة تيار المستقبل منذ قرابة عقد ونصف من الزمن ينفي وجود أي موقف صادق عند خصومه، وادعاء أن التيار الأزرق هو الوحيد المدافع عن حقوق الناس وقضاياهم، بينما سواه إنتهازيون وليسوا صادقين.

وذهب التناقض والإنفصام في مواقف الحريري الإتيان على ذكر النائبين طوني فرنجية وميشال معوض فقط، إلى جانب كتلة المستقبل، بأنهم وقفوا ضد إقرار وجود مكب للنفايات في الفوّار، متجاهلاً أن النائبين فيصل كرامي وعلي درويش (الاخير باسم كتلة الوسط المستقل) قد سبقا الجميع إلى الفوّار تضامناً مع أهلها باعتصامهم الشعبي الحاشد، ما جعل الحريري ونواب كتلته يشعرون بخطر أن البساط يُسحب من تحتهم، فسارعوا إلى تصحيح خطأهم ولو متأخرين بعدما لمسوا حجم النقمة عليهم، فسارع الحريري، وقبله عضوا كتلة المستقبل النائبين محمد كبارة وديما جمالي، إلى رفض المطمر لمراضاة الشارع في الفوار، خشية إتساعه ليشمل مناطق سنّية شمالية أخرى يسودها الكثير من الإستياء الذي يشبه النّار تحت الرماد.


مواضيع ذات صلة:

  1. إعتصام حاشد رفضاً لمطمر ″متعهد الجمهورية″ في الفوّار: الشّارع يواجه السلطة… عبد الكافي الصمد

  2. جهاد العرب وراء ″سرّ″ مكب نفايات الفوّار؟…عبد الكافي الصمد 

  3. هل أنهى تفقد وزير البيئة موقع الفوّار أزمة النّفايات الشّمالية؟… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal