هل أنهى تفقد وزير البيئة موقع الفوّار أزمة النّفايات الشّمالية؟… عبد الكافي الصمد

ألغى وزير البيئة فادي جريصاتي الإجتماع الذي كان مقرّراً الساعة التاسعة من صباح أمس في مكتب محافظ الشمال رمزي نهرا في سراي طرابلس، لمعالجة أزمة النفايات المتراكمة في أربعة اقضية شمالية، هي المنية ـ الضنية وزغرتا والكورة وبشري، وتوجه إلى بلدة الفوار في قضاء زغرتا، لمعاينة موقعاً مقترحاً لإقامة مكب نفايات فيه، عوضاً عن مكب النفايات في بلدة عدوي في قضاء المنية ـ الضنية، الذي أقفل مطلع شهر نيسان الماضي، من غير إيجاد مكب بديل، برغم أنه المكب الوحيد لهذه الأقضية.

لكن زيارة جريصاتي إلى الفوار لم تكن مفروشة بالورود، إذ اعترض أهالي البلدة زيارته، وقاموا بقطع الطريق المؤدية إلى الأرض المقترحة من قبل وزارة البيئة لتكون مطمراً لنفايات الأقضية الأربعة، رافعين اليافطات إلى جانب إحراقهم إطارات السيارات المستعملة ووضعهم الحجارة وسط تلك الطريق.

إعتراض أهالي الفوار على اقتراح أن تكون بلدتهم مطمراً للأقضية الأربعة، ينبع ـ حسب قولهم ـ من أن دراسة علمية أجريت على الموقع المقترح قبل سنوات، خلصت إلى أن الموقع غير مؤهل ليكون مطمراً ومكباً للنفايات، بسبب وجود تشققات في التربة، وأن وضع مواد عازلة في أرضية الموقع لمنع تسرب عصارة النفايات إلى المياه الجوفية لن يجدي نفعاً، ما جعلهم يرفعون الصوت ويعلنون أن المشروع لن يمر.

وزاد من رفض أهالي الفوار لفكرة ومشروع وجود مكب للنفايات في بلدتهم، أنه لا يبعد إلا مسافة قليلة من منازل ومشاريع سكنية موجودة في البلدة، بعضها منجز وآخر قيد الإنجاز، كما أنه مجاور لأطراف بلدة البداوي، ولا يبعد كثيراً عن بلدة دير عمار، ما جعل الأهالي يعوّلون على وجود معارضة واسعة لمشروع المطمر، ومنع تنفيذه.

لكن ذلك لم يمنع أن فكرة مشروع وجود مطمر ومكب نفايات في الفوار ما تزال قائمة، وأن الإعتراضات المذكورة من قبل الأهالي يمكن تفهمها ومعالجتها، عبر تقديم ضمانات وحوافز معينة، إنطلاقاً من أن وزير البيئة لو لم يكن ضامناً وجود حدّ أدنى من التأييد والدعم لفكرة وجود المكب في الفوار، من جهات سياسية تحديداً، لما كان قام بزيارة الموقع المقنرح فيها، ولكان اكتفى بإرسال وفد خبراء من قبل الوزارة لهذه الغاية، لأن زيارته للبلدة وتفقد الموقع المقترح فيها، ثم لقائه فاعليات وأعضاء المجلس البلدي فيها ومن ثم عودته خالي الوفاض، سيشكل نكسة معنوية له هو بغنى عنها.

ومع أن أيّ شيء لم يتسرب عن النتيجة التي عاد بها وزير البيئة من زيارته الفوار أمس، فإن تأجيله اللقاء الموسّع الذي كان مزمعاً عقده أمس في سراي طرابلس بطلب منه، إلى يوم الإثنين المقبل، يعني أنه أعطى مهلة للمشاورات والتباحث في السبل الآيلة إلى اقناع المعترضين على مشروع وجود المكب ومطمر النفايات في الفوار، تمهيداً لوضع المكب موضع التنفيذ، ووضع حدّ لمشكلة نفايات تفاقمت بشكل غير مسبوق في الأقضية الأربعة المذكورة، وإخراج الأزمة من عنق الزجاجة.


مواضيع ذات صلة:

  1. هل يُبصر حلّ أزمة الّنفايات الشمالية النّور غداً؟… عبد الكافي الصمد

  2. جريصاتي يبقّ نصف البحصة: جهة معينة أقفلت مكب عدوي وعارضت أي بديل!… عبد الكافي الصمد

  3. كلام فرنجية عن أزمة النفايات خطير سياسيا: هل تثمر الضغوطات؟… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal