جهاد العرب وراء ″سرّ″ مكب نفايات الفوّار؟…عبد الكافي الصمد 

إتخذ قرار وزير البيئة فادي جريصاتي إعتماد موقعاً في بلدة الفوار ـ قضاء زغرتا، بشكل مبدئي، ليكون مكبّاً لتفايات أربعة أقضية شمالية، هي زغرتا، المنية ـ الضنية، الكورة وبشري، منحى تصعيدياً خلال الساعات القليلة الماضية، ما أعطى مؤشراً أن القرار لن يكون تنفيذه من السهولة بمكان، نتيجة إحتجاجات قام بها أهالي البلدة وجوارها رفضاً للقرار، وأن أزمة النفايات المتفاقمة منذ أكثر من ثلاثة اشهر ونصف قد يطول أمدها أكثر.

فمنذ اللحظات الأولى لإعلان جريصاتي المبدئي أن موقع الفوار هو أحد المواقع المقترحة لاعتماده مكبّاً ومطمراً لنفايات الأقضية الشمالية الأربعة، وهو الأوفر حظّاً من بينها، إرتفعت الأصوات المعارضة في البلدة وجوارها رفضاً لهكذا قرار، واستقبل وزير البيئة يوم الجمعة الماضي، خلال زيارته البلدة بهدف تفقد الموقع، بقطع الأهالي الطريق المؤدية إلى المكان المقترح وإحراق إطارات السيارات المستعملة وسطه.

يوم أمس إرتفعت حدّة الإعتراضات بشكل كبير، إذ نظم أهالي الفوّار إعتصاماً مفتوحاً في موقع المكب، نصبوا فيه الخيم ووضعوا الكراسي وافترشوا الأرض، رافعين يافطات ترفض قرار وزير البيئة، ومعلنين أنهم سيعترضون أي سيارة نفايات قد تأتي إلى الموقع لإفراغ حمولتها فيه بكل السبل المتاحة. المواطنون الذي أعلنوا أنهم سيذهبون في المواجهة حتى النّهاية، حماية لصحتهم وصحة أبنائهم الذين سيتضررون مقابل تحقيق آخرين مصالحهم المالية الضيقة، تضامن معهم في اعتصامهم مواطنون من المنية والضنية ودير عمار والبداوي ووادي النحلة والمنكوبين، إلى جانب آخرين أتوا من مدينة طرابلس، أعلنوا رفضهم إقامة مكب ومطمر نفايات في الفوار، لان المدينة، برأيهم، ستصبح محاصرة بالنفايات من البحر (مكب المحجر الصحي) والبرّ (مكب الفوار).

يضاف إلى ذلك، فموقع الفوّار كان عبارة عن مقلعاً وكسارة قديمة، وأرضيته الترابية مصابة بتشققات واسعة وواضحة، نتيجة إستخدام الديناميت فيه بكثرة سابقاً، ما يهدد بتسرّب عصارة النفايات منه إلى الينابيع والمياه الجوفية وتلوثها.

ويثبت الضرر البيئي والصحي لموقع مكب ومطمر النفايات المقترح في الفوار ما كشفه رئيس قسم الجغرافيا في الجامعة اللبنانية الدكتور محمد الحاج، خلال ندوة ألقاها في قاعة مجمع الضنية للرعاية والتنمية في بلدة سير ـ الضنية بعنوان ″ثورة التقنيات الجيوفضائية وأهميتها في الإدارة المثلى لعمل البلديات″، في 25 كانون الثاني الماضي (راجع موقع ″الوكالة الوطنية للإعلام″ التي نشرت الخبر)،عندما أشار إلى أنه ″وضعنا دراسة، بطلب من إتحاد بلديات الفيحاء، حول إمكانية نقل مكب نفايات طرابلس إلى بلدة الفوار، لكن بعد دراسة أنجزناها لهذه الغاية إستعنا بها بصور الأقمار الصناعية المتعلقة بمجاري الأنهر والينابيع واتجاهات الرياح والمحيط السكني للمكب، صرف النظر عنه، وإلا لكان وضعه في المنطقة بشكل عشوائي قد ألحق ضرراً صحياً وبيئياً كبيراً″.

وما زاد حجم الإحتجاجات المعلومات التي كشفت أن الموقع المذكور في الفّوار، هو عقار يحمل الرقم 121 في منطقة مجدليا العقارية، يملكه رجل الأعمال والمتعهد المعروف جهاد العرب، المقرب من الرئيس سعد الحريري، وأنه اشتراه وفق عقد بيع رسمي ممسوح، مؤرخ بتاريخ 28 كانون الثاني 2016، من 8 أشخاص يملكونه بالشراكة، وهم: تقلا أسعد الدويهي، روزيت أسعد الدويهي، كلود فريد يعقوب، سعاد مارون الدويهي، نسرين مارون الدويهي، بطرس مارون الدويهي، أحمد محمود الخير وهاشم محمود الخير.

هذه المعلومات أكدت هواجس كثيرة برزت منذ إقفال مكب عدوي مطلع شهر نيسان الماضي، وهو إقفال نفى وزير البيئة فادي جريصاتي أن يكون قد اتخذه عندما زار المكب في 29 آذار الماضي، كما تؤكد أن إغلاق مكب عدوي لم يكن لأسباب مالية كما قال صاحب العقار الذي يقع فيه المكب، لأن رئيس إتحاد بلديات الضنية محمد سعدية عرض عليه دفع المتأخرات التي تتوجب للبلديات على المكب، على أن يحصّلها منهم لاحقاً، لكن صاحب المكب رفض العرض المقدم إليه، ما أثار شكوكاً في أن يكون إقفال مكب عدوي سياسياً، ومن أجل تحقيق مصالح شخصية، وكذلك عدم موافقة الجهات المعنية، من رسمية وحزبية تدور في فلك أهل السلطة، في اعتماد مواقع أخرى، خصوصاً أن مواقع أخرى إقترحها إتحاد بلديات الضنية لهذه الغاية ورفضت لأسباب مختلفة، مثل مواقع جيرون، عاصون، بطرماز، عزقي وكفرحبو.


مواضيع ذات صلة:

  1. هل أنهى تفقد وزير البيئة موقع الفوّار أزمة النّفايات الشّمالية؟… عبد الكافي الصمد

  2. هل يُبصر حلّ أزمة الّنفايات الشمالية النّور غداً؟… عبد الكافي الصمد

  3. جريصاتي يبقّ نصف البحصة: جهة معينة أقفلت مكب عدوي وعارضت أي بديل!… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal