بلدية طرابلس: وعكة قمر الدين تعيد خلط الأوراق.. ويمق من دون غطاء سياسي… غسان ريفي

قبل ساعات من إنعقاد جلسة طرح الثقة برئيس بلدية طرابلس المهندس أحمد قمرالدين في مكتب المحافظ رمزي نهرا عند الواحدة من ظهر اليوم الثلاثاء، جرى إعادة خلط الأوراق على أكثر من صعيد، خصوصا لجهة الوعكة الصحية المفاجئة التي ألمت بـ قمرالدين أمس ونقل على أثرها الى مستشفى المنلا، ما أدى الى ربط إنعقاد الجلسة بوضعه الصحي الذي في حال إستقر وإستطاع الحضور فإن الجلسة ستعقد في موعدها، وإذا تعذر عليه ذلك، فإن الجلسة ستؤجل على الأقل لمدة 48 ساعة، وذلك بحسب القانون البلدي، ما سيعطي فرصة لمزيد من المشاورات والاتصالات للوصول الى توافقات وتفاهمات أدرك كثيرون من أعضاء المجلس البلدي ولو متأخرين أنهم يحتاجون إليها في حال أرادوا الوصول الى هدف التغيير الذي ينشدونه.

أما في حال تمكن قمرالدين من الحضور، فإن الجلسة ستنعقد وستشهد عملية طرح الثقة به، فإما أن تسحب منه ويصار الى إنتخاب رئيس بديل، أو أن تُجدد له ويكمل ولايته البلدية لثلاث سنوات مقبلة، حيث تشير المعلومات أن لا شيء تبدل بالنسبة لواقع الاصطفافات بين الأعضاء المنقسمين على بعضهم بين فريق مؤيد لقمرالدين، وآخر معارض له، وبعض الأعضاء الذين يشكلون بيضة القبان سواء في طرح الثقة أو في الانتخابات، وفي مقدمتهم الدكتور عزام عويضة، الدكتور صفوح يكن، الدكتور عبدالحميد كريمة، والزميلة رشال سنكري.

تشير المعلومات الى أن الأعضاء الـ 11 المعارضين للرئيس قمرالدين لم يتمكنوا طيلة يوم أمس من إستمالة أي عضو جديد يرفع عددهم الى 12 عضوا بعد إنسحاب الدكتور صفوح يكن (الطامح للرئاسة) من مجموعتهم، وهم باتوا على قناعة أنهم بمفردهم لا يستطيعون سحب الثقة من قمرالدين كونها تحتاج الى 12 صوتا على الأقل، كما لا يستطيعون إيصال مرشحهم للرئاسة الدكتور رياض يمق الذي توافقوا عليه بعد فوزه في إنتخابات داخلية جرت في ما بينهم، مع المهندس خالد الولي نائبا للرئيس، خصوصا أن يمق لا يحظى بأي غطاء سياسي يمكن أن يدعم وصوله الى الرئاسة، وأنه كان نتاج ردات فعل الأعضاء المعارضين الذين قرروا المضي في سحب الثقة من قمرالدين وترشيح عضو منهم من دون العودة الى أي فريق سياسي، وذلك إنسجاما مع توجهات مجموعات من المجتمع المدني، ما يجعل المعارضين مكشوفين سياسيا في معركة فيها من الكثير من السياسة، ومن الحساسيات الشخصية، ومن تصفية الحسابات والتي يبدو في حال إستمرت فإنها ستصب في مصلحة قمرالدين.

أمام هذا الواقع، فإن المعارضين الـ11 أعادوا درس خياراتهم، وهم سعوا أمس الى إجراء سلسلة إتصالات للوصول الى تفاهمات جديدة من شأنها أن تطيح بـ قمرالدين، لكن مساعيهم باءت بالفشل، في وقت يسعى فيه تيار المستقبل الداعم لـ قمرالدين الى طرح العديد من الخيارات في محاولة منه لاشغال المعارضين بأنفسهم، وكسب الوقت لتمرير الجلسة بهدوء والحؤول دون سحب الثقة منه.

وتشير المعلومات الى أن السيناريو الأخير الذي حاول الأعضاء الـ11 المعارضون تسويقه طيلة ليل أمس مع بعض زملائهم هو أنه في حال شفاء قمر الدين وإنعقاد الجلسة في موعدها اليوم، أن يتم سحب الثقة منه، ثم يصار الى إنسحاب عدد من الأعضاء لتعطيل نصابها القانوني ورفعها الى موعد لاحق، بهدف إعطاء فرصة لمزيد من المشاورات والنقاشات للوصول الى قواسم مشتركة ترضي الجميع لجهة الفصل بين المناصب، بانتخاب رئيس لبلدية طرابلس، وعضو آخر رئيسا لإتحاد بلديات الفيحاء، إضافة الى نائب للرئيس، وتسمية مشرف عام على مشاريع المدينة، وهكذا يمكن إرضاء أربعة من الطامحين، لكن هذا السيناريو يبقى رهنا بامكانية سحب الثقة من قمر الدين الذي يوحي مقربون منه بأنه ينام على ″حرير″، وأن مجريات الجلسة ستكون لمصلحته بما يمكنه من إكمال ولايته البلدية لثلاث سنوات مقبلة.


مواضيع ذات صلة:

  1. بلدية طرابلس: التجديد لقمر الدين وارد.. والمعارضون يتوافقون على رياض يمق رئيسا… غسان ريفي

  2. كارثة أبو علي تصيب الفقراء.. أكثر من 150 بسطة تحولت رمادا.. غسان ريفي

  3. الرئيس ميقاتي يحرج باسيل برد إنمائي.. وتجاهل سياسي… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal