كارثة أبو علي تصيب الفقراء.. أكثر من 150 بسطة تحولت رمادا.. غسان ريفي

هي كارثة بكل ما للكلمة من معنى حلّت بالعائلات الفقيرة التي تعمل ضمن سوق البسطات الذي إستحدث قبل سنوات ضمن مشروع الارث الثقافي في طرابلس، فوق مجرى نهر أبوعلي الذي تم سقف قسم منه لاقامة هذا السوق الذي يضم بحسب إحصاءات وعقود بلدية طرابلس 280 بسطة، أضيف الى هذا العدد عشرات البسطات التي تم وضعها عنوة بواسطة بعض النافذين وتم تأجيرها الى أشخاص لبنانيين أو سوريين.

السوق الذي فشل كثيرون في تحويله الى سوق نموذجي للبسطات، في منطقة تعتبر أثرية ومن المفترض أن تكون قبلة أنظار السياح خصوصا بعد الترميم الذي طالها مع كل محيطها ضمن مشروع الارث الثقافي، وذلك بفعل التدخلات السياسية والأمنية لمصلحة بعض المدعومين والمحسوبين على تيارات نافذة، كان مخصصا في مجمله لبيع الألبسة المستعملة (البالات) وكذلك الأحذية، إضافة الى بعض المستلزمات المنزلية بأسعار رخيصة جدا، وقد جاءت النيران التي إندلعت فجأة فيه لتلتهم أكثرية البسطات الممتدة غربا لجهة البحر بفعل إتجاه الرياح الناشطة التي ساهمت في تأجيج النيران وسرعة تمددها، والتي بذل عناصر إطفائية طرابلس والدفاع المدني مجهودا كبيرا في محاصرته وإخماده، في حين نجت البسطات القائمة باتجاه القلعة الأثرية.

ما تزال أسباب الحريق غير واضحة، ففي الوقت الذي يشير فيه البعض الى أن ما حصل كان مفتعلا من دون إعطاء أية أدلة حسية على ذلك، يؤكد البعض الآخر أنه جاء بفعل إشتعال قارورة غاز من أحد المقاهي الشعبية المنتشرة في المكان، وسرعان ما وصلت النيران الى البسطات لتطال المواد القابلة للإشتعال من أخشاب وألبسة وأحذية وما الى ذلك.

ومهما تكن الأسباب فإن الخسائر التي نتجت عن الحريق كبيرة جدا، وتحتاج الى معالجات سريعة، خصوصا أن مئات العائلات يعتاشون من هذا السوق يوم بيوم، وقد خسروا بفعل هذا الحريق مصدر عيشهم وباتوا عاطلين عن العمل، ما يجعلهم بحاجة الى تعويضات فورية تمكنهم من مواجهة هذه الكارثة التي حلت بهم، كما يتطلب ذلك تدخلا سريعا من بلدية طرابلس لازالة آثار الحريق وإعادته الى ما كان عليه.

تشير المعلومات الى أن أكثر من 150 بسطة من أصل 280 مسجلة ضمن بلدية طرابلس تحولت الى رماد، فضلا عن البسطات الدخيلة الى السوق التي أتت عليها النيران أيضا، والى أن أكثر من مئتيّ عائلة تضررت من هذا الحريق وباتت من دون مدخول يومي، وقد أعطى التدخل السريع من الهيئة العليا العليا للاغاثة التي حضر أمينها العام اللواء محمد خير لمعاينة المكان، جوا إيجابيا لدى العائلات المتضررة، لكن العبرة تبقى في سرعة إجراء مسح الأضرار وتقدير الخسائر ودفع التعويضات بشكل سريع.

يقول رئيس بلدية طرابلس المهندس أحمد قمر الدين الذي تفقد المكان الى جانب اللواء خير لـ”سفير الشمال”: إن البلدية ستسارع الى رفع الأضرار والى إعادة ترميم السوق وإعادة البسطات الى أصحابها بحسب الجداول الموجودة في دوائر البلدية، مؤكدا أن الكارثة كبيرة جدا، ويجب مواجهة تداعياتها بشكل سريع، لتأمين لقمة عيش العائلات التي كانت تعتاش من هذا السوق.

 

 

Post Author: SafirAlChamal