على اللبنانيين بلع الموسى حتى جلاء الصورة في المنطقة… مرسال الترس

بات معظم اللبنانيين على قناعة تامة بأن المسؤولين والسياسيين في هذا الوطن يستسيغون ربط مختلف الامور في لبنان بما يجري على الصعيدين الاقليمي والدولي، من منطلق ارتباطهم هم بهذه الدولة أو تلك، أو بهذا الزعيم الاقليمي أو ذاك الرئيس العالمي، باعتبار أن ذلك يعزز حضورهم على الساحة السياسية ويبقيهم في واجهة الاحداث، في حين أن المنطق يقضي بوجوب ارتباطهم بالشعب وقضاياه.

وعلى سبيل المثال لا الحصر:

اللبنانيون يتابعون باهتمام مسألة ترسيم الحدود البحرية والبرية مع الدولة الصهيونية من زاوية ما سيقوم به المبعوث الاميركي الى هذه القضية الحساسة دايفيد ساترفيلد أو من ينوب عنه (مع التأكيد الصارخ أنهم سيقدمون مصالح دولة اسرائيل على أي مصلحة لبنانية)، وبالرغم من ذلك يبدو العديد من السياسيين وأهل الرأي في لبنان في جو وجوب عدم رفع العوائق أمام الساعي الاميركي، كي لا يعرقل مع دولته العظمى استخراج النفط والغاز اللبناني من البحر المتوسط لالف سبب وحجة!.

واللبنانيون شاخصون الى آمال تساعدهم على حل قضية النزوح السوري جراء الحرب التي خطط لها الارهاب العالمي، والتي كان لعدد من المسؤولين اللبنانيين اليد الطولى في تسهيل ذلك النزوح، واليوم يتباكون على ما هو حاصل. ولكن الجميع يُدرك ان هذه المسألة مرتبطة بالعديد من القضايا الاقليمية والدولية، وآخر ما يفكر به الغرب هو المصلحة اللبنانية!.. 

واللبنانيون يحلمون بحل قضية اللجوء الفلسطيني في لبنان القابع على صدورهم منذ سبعة عقود، وحله مرتبط بما ستقرره الدولة اليهودية في هذا الاطار، وامنيات زعمائها هي أن تُحل هذه القضية بتوطين هؤلاء اللاجئين حيث هم. بما يعني ان لبنان ينتظر المجهول، فيما بعض  اللبنانيين يعولون على هذا المقترح الاوروبي او تلك الصفقة الاميركية!..

 الواضح أن العديد من المسؤولين والوجوه النيابية والسياسية في لبنان يعملون على إقناع  اللبنانيين بأن بقاء الاوضاع في بلدهم مستقرة مرتبط ارتباطاً وثيقاً ـبـ ″جلاء الصورة″ في المنطقة. في حين يعلم القاصي والداني ان أياً من المراجع الاقليمية والدولية لا يأخذ بأي إعتبار الوضع اللبناني في أيٍ من المشاريع والاستراتيجيات التي يتم رسمها للمنطقة. والكل يُدرك بأن لا أفق زمنياً للصراعات القائمة، وبالتالي ما على اللبنانيين سوى العمل على ″تقليع″ اشواكهم بأيديهم متحدين متضامنين. والاّ فما عليهم سوى بلع الموسى بالعرض أو بالطول، لحين جلاء تلك الصور التي ستأتي على حسابهم إذا لم يأخذوا الامور على محمل الجد.

المحزن جداً أن بعض الدول الحديثة العهد تضع الاستراتيجات لتفتش عن سعادة مواطنيها، فيما المعنيون بمستقبلنا يفتشون كيف يربطون مصيرنا بهذه الأزمة أو تلك القضية، لأن ذلك قد يعود عليهم بفائدة ما، او يخدم مصالحهم في المديين القريب والبعيد!..


مواضيع ذات صلة:

  1. باسيل يُحرج الحريري ليُخرج القوات والمرده… مرسال الترس

  2. تحيات الى ″سيد نفسه″!… مرسال الترس

  3. هل طفح الكيل لدى البطريرك الراعي؟… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal