باسيل يُحرج الحريري ليُخرج القوات والمرده… مرسال الترس

ثَبُت بالوجه الشرعي ″أنه ليس هناك من توجه فعلي أو عملي لدى كلٍ من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أو رئيس الحكومة سعد الحريري لتقويض التسوية الرئاسية التي وُضعت اسسها في العام 2016 على ضفاف نهر السين الباريسي، والتي أفضت الى أن يزيل الحريري تحفظاته وعراقيله من أمام وصول النائب عون الى قصر بعبدا، مقابل أن يتولى الحريري رئاسة الحكومة طيلة عهده، إضافة الى ″ملحقات″ لسنا بصددها الآن.

وطالما أن العلاقة بين بعبدا وبيت الوسط على ما يرام والتسوية محصنة، فما هي الدوافع التي أدت الى توتير الاجواء بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل والتي كادت تدفع بالحريري الى الاستقالة أو أقله الاعتكاف؟

عارفون ببواطن الامور وتوجهات رئيس التيار البرتقالي وزير الخارجية جبران باسيل يؤكدون أنه كان يمارس لعبة البلياردو عندما رفع سقف خطابه السياسي والشعبوي في الاسبوعين الماضيين حين كان الحريري يمضي إجازة عيد الفطر خارج لبنان، وذلك من أجل إصابة كرة التعيينات التي ستحل ضيفاً على طاولة مجلس الوزراء قريباً.

وفيما القادة والمسؤولون في تيار المرده يراقبون الخطوات اللاحقة ليُبنى على الشيء مقتضاه، أظهر القواتيون قلقهم مما يتم تحضيره في تلك الطبخة الملغومة حيث يسعى باسيل لإختزال التمثيل المسيحي بقامته فقط. ولذلك سارع رئيس القوات سمير جعجع الى التصويب مباشرة على صهر العهد حيث جاء على لسانه بعد اجتماع حزبي مطلع هذا الاسبوع: أريد أن أذكّر وزير الخارجيّة والمغتربين جبران باسيل بأنه عليه الانتباه جيداً إلى أن مقولة ما للمسيحيين هو للمسيحيين، تعني للمسيحيين، ولا تعني أن ما للمسيحيين هو لباسيل. والمعركة الحاصلة اليوم ليست بسبب أن هناك من يريد انتزاع بعض المواقع من المسيحيين وإنما لأن هناك من يطرح أن المواقع العائدة للمسيحيين يجب أن توزّع على جميع من يمثلون المسيحيين. في حين أن الوزير باسيل يعتبر أنه إما أن يعيّن هو جميع المواقع التابعة للمسيحيين أو أن المسيحيين مغبونة حقوقهم…. وختم جعجع: إن محاولة شخص ما حصر جميع المواقع المسيحيّة أو غير المسيحيّة بيده أمر غير مقبول على الإطلاق.

ولأن طبخة التعيينات في طنجرة الضغط ولم تنضج بعد. سارع وزير الخارجية الى إحراج الرئيس الحريري كي لا يفكر لحظة بالوقوف على خاطر القوات والمرده، وبذلك يسهل إخراجهما من المولد بدون حمص.

 وللتعمية على ذلك، حضّر باسيل ليهدي بعض تلك التعيينات الى شخصيات مسيحية ليست منضوية تحت رايته الحزبية، ولكنها تحمل مظلته. واذا ما وافق الحريري على ذلك الاستبعاد ومنح كامل السلة المسيحية الى التيار الوطني الحر وحلفائه، يكون ملتزماً التزاماً كاملاً بالتسوية الرئاسية. والاّ يمكن عندها التلويح بسيف الانسحاب من الحكومة، والجميع يتذكر أن لباسيل رقصات مماثلة على هذا المسرح!.

وإزاء ذلك قطع الرئيس الحريري الشك باليقين. وبرغم الاستعراض الذي قدمه من بيت الوسط الاّ أنه تجاوز تداعيات الكلام الاستفزازي لباسيل. واعلن من قصر بعبدا أنه اتفق والرئيس عون على ضرورة تفعيل العمل الحكومي. ولم يذهب باتجاه الاعتكاف أو ما شابهه كما كان يشتهي بعض من يدّعون الحرص عليه والقريبين منه، قبل البعيدين عنه!..


مواضيع  ذات صلة:

  1. تحيات الى ″سيد نفسه″!… مرسال الترس

  2. هل طفح الكيل لدى البطريرك الراعي؟… مرسال الترس

  3. هل هذه هي مهمات وزير الخارجية والمغتربين؟… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal