إحذروا فتنة النفايات بين طرابلس وبكفتين… غسان ريفي

لم يعد مسموحا السكوت عما يجري في بكفتين وطرابلس، سواء على صعيد إصرار بلدية الأولى على إنشاء مطمر للنفايات في أرض تابعة للوقف الأرثوذكسي على كتف منطقة أبي سمراء، أو لجهة التحركات الطرابلسية التصاعدية الرافضة لانشاء هذا المطمر، وذلك في ظل غياب كامل للمؤسسات المعنية التي تملك الحل والعقد في قضية من هذا النوع وخصوصا وزارة الداخلية والبلديات ووزارة البيئة، ما يفتح المجال واسعا أمام إجتهادات قد تؤدي ربما الى ما لا يحمد عقباه.

لا يمكن لطرابلس أن تقبل بانشاء مطمر جديد في بكفتين يضاعف من حجم التلوث الذي تعاني منه جراء جبل النفايات الجاثم على صدر أبنائها ومعمل الفرز غير المطابق للمواصفات البيئية، وهو ما دفع المجتمع المدني وأعضاء من مجلس بلدية طرابلس الى التحرك، بدءا بالاستطلاع، مرورا بزيارة وفد تجمع اللقاء الشعبي ومعاينة الموقع وإبلاغ الرفض الطرابلسي الى رئيس البلدية، وصولا الى الاعتصام الذي تم تنفيذه أمس في بلدة بكفتين إحتجاجا على إنشاء هذا المطمر.

حمل إعتصام الأمس مخاوف كثيرة، خصوصا أن العشرات من أبناء طرابلس عبروا خلاله عن رفضهم إنشاء المطمر في بلدة بكفتين، وذلك من دون أي تنسيق أمني أو حماية، ما قد يفتح الباب أمام المصطادين بالماء العكر أو الطابور الخامس للقيام بأي عمل مشين ربما يؤدي الى فتنة أو مواجهة بين الطرفين، وهو أمر لن يكون في مصلحة أحد، خصوصا أن الأمر لا يخص أهالي بكفتين بقدر ما يخص رئيس البلدية جورج شوبح، ومحافظ الشمال رمزي نهرا ومن ورائهما وزارتي الداخلية والبيئة، وأن الاعتصامات والتحركات الشعبية في هذا الاطار يجب أن تكون باتجاه المسؤولين المعنيين وليس باتجاه الأهالي حرصا على حسن الجوار ولقطع الطريق على فتنه تلوح في الأفق في حال إستمر التعاطي العشوائي مع هذه الأزمة على ما هو عليه.

لا شك في أن كل الأنظار تتجه الى قرار المحافظ نهرا الذي يستطيع أن يمنع إنشاء هذا المطمر وحماية طرابلس من تلوث جديد، وتشير المعلومات الى أن إجتماعا سيعقد ظهرا بين نهرا ورئيس بلدية طرابلس المهندس أحمد قمر الدين للبحث في هذه الأزمة، وسيتزامن الاجتماع مع تحرك للمجتمع المدني أمام السرايا بهدف الضغط لمنع إنشاء هذا المطمر الذي أبلغ رئيس بلدية بكفتين جورج شوبح الوفد الطرابلسي الذي زاره قبل يومين، بأنه مؤقت ولثلاثة أسابيع فقط، وأطلعهم على العقد الموقع بينه وبين رئيس الدير الأرثوذكسي، لكن الخوف كما هو الحال في كل لبنان أن يتحول المؤقت الى دائم والتجارب في هذا الاطار كثيرة جدا، لذلك فإن الوفد الطرابلسي أكد لشوبح بأن يوم واحد فوق الأسابيع الثلاثة سيؤدي الى تحركات تصعيدية، لكن إعتصام الأمس أعاد خلط الأوراق.

وكشفت معلومات خاصة لـ ″سفير الشمال″ أن المحافظ نهرا أبلغ عددا من الناشطين عبر وسطاء بأنه لا يمكن أن يوقع على قرار إنشاء مطمر في بكفتين، لكن ما نُقل عن نهرا لا يكفي، بل يحتاج الى ترجمة عملية وسريعة باصداره قرارا واضحا وصريحا يمنع بموجبه إنشاء المطمر في بكفتين، ويصار الى إعلانه أمام وسائل الاعلام وإبلاغه الى رئيس البلدية شوبح، وذلك حسما للجدل، ودرءا لفتنة بدأت تطل برأسها.   


مواضيع ذات صلة:

  1. ماذا فعل الوفد الطرابلسي في بكفتين.. وماذا عن مكب النفايات المستحدث؟… غسان ريفي

  2.  ميقاتي يدشنه اليوم بعد ترميمه.. السوق العريض يتألق ويستعيد دوره… غسان ريفي 

  3. موظفو الدولة ينفذون إنقلابا عليها… غسان ريفي


Post Author: SafirAlChamal