ميقاتي يدشنه اليوم بعد ترميمه.. السوق العريض يتألق ويستعيد دوره… غسان ريفي

يتألق ″السوق العريض″ في طرابلس القديمة اليوم بـ عبقه التاريخي وغناه الحضاري وحضوره الثقافي، بعدما أعادته جمعية العزم والسعادة الاجتماعية بتوجيهات مباشرة من الرئيس نجيب ميقاتي الى المنظومة الاقتصادية والتجارية والسياحية كواحد من أهم الأسواق الأثرية في لبنان، من خلال تنفيذ مشروع ترميم وتأهيل متكامل على نفقتها وبالتعاون مع البلدية، نفض عنه غبار الاهمال والحرمان، وأنقذه من عشوائيات ومخالفات فرضت نفسها عليه بفعل الفوضى ومرور الزمن، وأظهر كل ما يختزنه من جماليات تراثية وعقود حجرية، وحوّله نموذجا يحتذى لأي مشروع ترميم جديد للأسواق المحيطة به.

عند الواحدة والنصف من بعد ظهر اليوم الجمعة، يدشن الرئيس نجيب ميقاتي ″السوق العريض″ إيذانا بانتهاء مشروع الترميم والتأهيل، وبعودة السوق الذي أسسه ″خليل أوغلي″ في العصر العثماني الى لعب دوره كمركز تجاري حضاري من المفترض أن يشكل عامل جذب للزوار والسواح وأن يساهم في تنشيط حركة الأسواق المتخصصة التي تشتهر فيها طرابلس منذ عهد المماليك وما تزال تشكل متحفا حيا بدءا من السوق العريض الذي هو بالأساس سوق ″الكندرجية″ وجاءت تسميته بعدما وقف الأهالي بوجه الجرافات ومنعوها من إستكمال عملية هدم المعالم الأثرية بحجة فتح الطرقات نحو القلعة، لذلك فإن سوق الكندرجية الأثري يقع في شقين الأول ″عريض″ يبدأ من السرايا العتيقة، والثاني ″ضيق″ يمتد عشرات الأمتار ويتصل يمينا بسوق الذهب ويسارا بسوق البازركان، وعبرهما الى أسواق العطارين والنحاسين وخان الخياطين وحراج وغيرهم كثير من الأسواق والمعالم التي تختزنها المدينة القديمة.

يمتد السوق العريض على طول 175 مترا وبعرض 9 الى 12 مترا، وهو عبارة من نسيج عمراني مكشوف بشكل مستطيل، يتفرع منه 5 أزقة وقد شملت أعمال الترميم والتأهيل، 66 مخزنا جرى توحيد واجهاتهم وأبوابهم وآرماتهم والرفاريف المرفقة بالشمسيات، إضافة الى ترميم واجهات وجدران 13 مبنى فوق تلك المحلات ومعالجة الحجر الأثري بهدف الحفاظ عليه وإظهار جماليته.

وتنقسم هذه المباني الى قسمين من ناحية الطابع المعماري الأول يعود بناؤه الى العصرين المملوكي والعثماني، والثاني الى فترة الخمسينيات، إضافة الى تأهيل كل البنى التحتية والفوقية والروضة الوسطية فيه، إضافة الى ترميم مسجد الرفاعية الموجود عند مدخل السوق بشكل يراعي أعلى معايير الحفاظ على الآثار والتراث.

لا شك في أن أسواق طرابلس القديمة شكلت هاجسا كبيرا للرئيس ميقاتي، خصوصا بعد جولة العنف الأخيرة التي شهدتها في العام 2014، وإستهدفت بشكل مباشر السوق العريض الذي تعرض لأضرار جسيمة أفقدته كثيرا من الدور التجاري الذي كان يلعبه، فأصدر ميقاتي قرارا بوضع بعض أسواق ومساجد ومناطق طرابلس الأثرية على الخارطة الانمائية لجمعية العزم والسعادة الاجتماعية، وذلك بفعل إلتزامه بمدينته وأهلها وسعيه للحفاظ على هذه الأسواق المملوكية والعثمانية التي ما تزال طرابلس تحافظ عليها، في وقت دمرت فيه أسواق مماثلة في دول عربية محيطة.

وقد بوشر العمل بمشروع السوق العريض في العام 2015 بالتنسيق مع بلدية طرابلس، وإنتهى بشكل نموذجي يمكن على أساسه أن يصار الى تأهيل كامل أسواق وأزقة المدينة القديمة.

يقول مشرفون على المشروع من جمعية العزم والسعادة: إن هذا المشروع يرتكز على الاهتمام بالمدينة القديمة لما لها من أهمية تاريخية أثرية وإقتصادية وإعادة الدورة الاقتصادية في هذه المنطقة المحرومة. وأول المستفيدين من مشروع ترميم السوق العريض هم التجار وأصحاب المباني، وبالتالي فإن هذا السوق سيكون محطة تستقطب تسوق الزبائن بشكل أساسي في المدينة، وفي نفس الوقت يعطي صورة جميلة عن أسواق طرابلس وكيفية الحفاظ عليها مع مرور الزمن بالرغم من الانتهاكات والتعديات، كما إن العملية التأهيلية ترتبط بتراث حي يحتضن مئات العائلات الطرابلسية ويعود بالمنفعة عليهم.

ويشير المشرفون الى أن المشروع لم يخل من الصعوبات التي فرضها الموقع وبعض المعوقات وأبرزها التصدعات والمشاكل الانشائية في المخازن، وإزالة المخالفات والتعديات لعدم تضرر المصالح العامة للتجار.

arid2


مواضيع ذات صلة:

  1. طلال سلمان ضيف الصالون الأدبي: لن نفقد الأمل في عودة طرابلس الى دورها الوطني والقومي… غسان ريفي

  2.  هكذا تحررت طرابلس من الفرنجة الصليبيين قبل 730 عاما… غسان ريفي

  3. الحريري في طرابلس دعما لمرشحته.. و″زبدة″ الزيارة السياسية في دارة ميقاتي… غسان ريفي


Post Author: SafirAlChamal