الاثنين الأسود.. على الشاشات اللبنانية… نسيم ضناوي

سباق محموم ومسموم لرفع “رايتنغ” البرامج التي تعرض مساء يوم الاثنين على التلفزيونات اللبنانية. يضرب معدو ومقدمو هذه البرامج عرض الحائط كل القيم الاعلامية والمبادئ الانسانية. كرما لعيون “الرايتنغ” كله مسموح، فضائح محلية وعربية وعالمية لا يراعى فيها لا حقوق الطفل ولا حقوق ذوي الارادة الصلبة، قضايا تناقش بأعلى درجة “ديسيبيل” من الصريخ بحرب بين الألفاظ النابية والكلمات الخارجة عن أصول العمل الإعلامي، منهم من سمى برنامجه بإسمه الشخصي ليحاكي نموذج أوبرا وينفري مع فرق شاسع ديموغرافي وسوسيولوجي، ومنهم من سماه على هوا قضية الوجود المفقودة الذي يتمنى تنفسها الجميع “الحرية” لكن بأسلوب قمعي آحادي النظرة، ليكتمل النقل بالزعرور ببرنامج يحرض على الثورة ليكون إبرة مورفين ومصادرة على المطلوب لدفنها في مهدها.

لا أريد أن أتناول هذه البرامج من منظور مناطقي، لكن هناك تركيز واضح مبطن تارة ومباشر تارة أخرى على منطقة طرابلس ومحيطها بشكل ملحوظ، وبأسلوب مقزز، لتعميم ظواهر شاذة وقضايا فردية على صورة مجتمع فيه مئات الآلاف من المثقفين وفيه من الرقي ما يغطي مساحة كل الوطن اللبناني، فنرى هذه البرامج تبرز شخصيات غارقة في الجهل والغلظة وعدم التقبل للآخر، وإلباسها لباس الدين تارة، ولباس القيادة لهذا المجتمع سواء الطرابلسي أو اللبناني عامة.

يحاول البعض من هذه البرامج أن يدافع عن نفسه، بأنه يطرح قضايا واقعية يجب شرحها وإيضاحها ومناقشتها أمام الرأي العام، وهم بهذا الكلام يخلطون السم بالدسم ويشكلون على أذهان الناس بشعارات الحرية تارة والموضوعية تارة أخرى، ليصنعوا من هذا كله ستارة تغطي سواد كثير من توجهاتهم وخبث سباق إدارات محطاتهم نحو “الرايتنغ” بـ”ميكافيلية” وتحت منهج خفي واحد هو الغاية تبرر الوسيلة.

أوقفوا هذا السواد يا أيها الزملاء الذين نعرف وتربطنا بكم صداقات. وقد جمعتني ببعضكم الكثير من الجلسات، التي نبهت فيها للعديد من الأخطار في المواضيع وأساليب طرحها. لكني وجدت نفسي اليوم أمام هذا المظهر الجامع للسواد على أغلب الشاشات اللبنانية، وللأسف أنتم أدواته، فأوقفوه إن كان ما يزال في وسائلنا الاعلامية وإعلاميينا شيء من الضمير الواعي ونذر يسير من المسؤولية.


مواضيع ذات صلة:

  1. التوك شو اللبنانية.. لشو؟… نسيم ضناوي

  2. قندهار تغني الميلاد في غياب عبيد الرايتنغ… نسيم ضناوي

  3. وسائل الفتنة … وفتنة الوسائل… نسيم ضناوي


 

Post Author: SafirAlChamal