وسائل الفتنة … وفتنة الوسائل… نسيم ضناوي

في أوروبا والدول المتقدمة على حسب مقولة عادل إمام … تلعب وسائل الاعلام أدوارا توعوية وتنموية وتطويرية وتدخل في سياق العزف على اوتار السلم الأهلي وبث روح الوطنية. أما في لبنان فالبلد دائما على كف عفريت ″الرايتنغ″ ونسب المشاهدة لوسائل الإعلام، وتتحول وسائل الاعلام المختلفة ويتحول مذيعوها ومحرروها عند كل نزاع أو جريمة مفتعلة أو جنازة إلى كل الأدوار المجتمعية إلا دور الاعلام الحقيقي.

مثال بسيط لما حصل في الجاهلية والبث المباشر المستمر من يوم الحدث وحتى يومنا هذا، فبعض المراسلين تحول إلى دور الطبيب الشرعي وبعضهم إلى دور المحقق “كونان” وبعضهم إلى قاضي جزائي والبعض الآخر إلى أم الصبي، كل حسب خلفيته السياسية والطائفية والحزبية، وانطلق الجميع في سياق التحذير من الحرب الأهلية بإشعالها والتنبيه من الفتنة بإفتعالها، سباق مفتون ومجنون لتأمين تغطية موضعية لاموضوعية وانحرافية لا حرفية ومهينة لا مهنية، مفتونين بتحقيق السبق الصحفي ومأخوذين ببريق الخبر الدموي الفتنوي.

للاسف المجلس الوطني الاستشاري للاعلام غائب ودوره في الأصل استشاري لا تقريري ومحكمة المطبوعات ليست مسؤولة إلا في حدود ما يرفع إليها من دعاوى، لكن يا سادة الاعلام إذا بقي الوضع على ما هو عليه فماذا سيبقى لكم أيها الاعلاميون لتعلموا عنه ماذا سيبقى من بلد جرب الحرب الأهلية وعاشها وها أنتم اليوم تشاركون في إعادته إليها.

عودوا إلى رشدكم ومهنيتكم وحرفيتكم، فالفتنة نائمة لعن الله من أيقظها وزكاها وأوقد نارها وغذّاها.


Post Author: SafirAlChamal