التوك شو اللبنانية.. لشو؟… نسيم ضناوي

خرجت فكرة البرامج التلفزيونية التي اصطلح على تسميتها بـ″التوك شو″ من رحم أصل كلمة حوار، فهي برامج حوارية تقدم الموضوع الذي يتم البحث فيه بأسلوب النقاش والحوار لأيضاحه وتبيانه إن كان غامضا أو وضع مسودات حلول وفرضيات وبدائل إن كان مشكلة أو مجرد تسويقه إن كان منتجا أو سلعة استهلاكية أو حتى ثقافية او فكرة سياسية، لكن انغماسها في الواقع اللبناني جعلها تغرق في متاهاتها وتغرق مقدميها ومعديها في عصبياتهم ونزاعاتهم الطائفية والمذهبية وإنقساماتهم في جميع الاتجاهات السياسية والحزبية.

معيب ومشين ومقيت ما وصلت إليه كثير من هذه البرامج من هبوط للصعود في سلم نسبة المشاهدة ومن تخبط لتحقيق نجومية مقدم هنا وقناة هناك.

ما حدث في احد برامج التوك شو مؤخرا لم يكن الأول ولن يكون الأخير، ولكنه خطير ولعب بالنار وعار على تاريخ مقدمه ومعديه والقناة المعروض عليها.

قد يقول البعض أن ما حصل في البرنامج هو صورة عن المجتمع، وما يحصل فيه، وهي كلمة حق لكن يراد بها باطل، فمهمة الاعلامي المخضرم أن ينتقي ضيوفه بعناية ويتنبه للحساسيات المحيطة بواقع البلد وما يحصل فيه، ومهمته أن يخفف من الاحتقان ويقوم بدور توعوي ينص عليه ميثاق الشرف الإعلامي وموضوعية ومصداقية العمل الإعلامي، ودوره أيضا ان يختار شكل البرنامج الفورما المناسب الذي يساعد على ضبط ايقاع الحوار والمشاركين فيه والمداخلات سواء من الحاضرين أو من المشاهدين وراء الشاشة. ولكن ما وقع به البرنامج وتقع به أغلب إن لم أقل كل برامج التوك شو، هو إضافة أزمة على الأزمات وصناعة انقسام عشوائي جديد يضاف إلى كثير من الانقسامات، ليزيد الخطر المحدق بلبناننا، وليعيد إلى أذهاننا شبح الحروب العبثية المقيتة التي مرت على وطننا..


مواضيع ذات صلة:

  1. زياد مع هشام.. كان زياد… نسيم ضناوي

  2. ديو المشاهير.. بلا طعم وبلا لون… نسيم ضناوي

  3. وسائل الفتنة … وفتنة الوسائل… نسيم ضناوي


 

Post Author: SafirAlChamal