الحكومة الجديدة تُجمّد الوظائف.. أين الـ 900 الف وظيفة؟… أحمد الحسن

تلا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عند افتتاح الجلسة العامة لمجلس النواب البيان الوزاري لحكومة “الى العمل” ليتم مناقشته والتصويت على إعطاء الثقة للحكومة، حيث حمل هذا البيان العديد من بنود الاصلاحات، منها مستنسخة من بيانات سابقة ومنها مستحدثة.

بعيدا عن المناقشات والسجالات التي دارت في جلسات اليومين الماضيين وهي سوف تستكمل يوميّ الجمعة والسبت، وبعيدا عمن سيعطي الثقة من النواب ومن سيحجبها، فإن البيان الوزاري تضمن فقرة أثارت الكثير من الريبة لدى اللبنانيين عموما، ولدى الشباب بشكل خاص وهي الفقرة الاولى تحت البند الثالث لجهة تحديث القطاع العام لتعلن عن: “تجميد التوظيف والتطويع خلال عام 2019 تحت المسميات كافة (تعاقد ، مياوم ، شراء خدمات، وما شابه) في الادارات والمؤسسات العامة والاسلاك العسكرية والأمنية على ان يكون التوظيف والتطويع في السنوات الاربعة اللاحقة مساوياً لنصف عدد المتقاعدين السنوي وذلك شرط ان يكون العجز قد خفض أقله الى المستوى المذكور في هذا البيان.”

تقول مصادر مطلعة شارحة بشكل مقتضب: أن هذه الفقرة تعني ان الحكومة التي تنتظر الثقة سوف تلغي وتجمد كل مسميات الوظيفة والتطوع في القطاع العام في السنة الحالية اي ان الناجحين في مجلس الخدمة المدنية الذين ينتظرون إنصافهم بقرار سياسي، لم يعد لديهم أمل في المدى المنظور، وان الشباب الذين وضعوا ثقتهم بهذه الحكومة التي قيل انها ستحسّن اوضاعهم ستمر سنة 2019 وهم عاطلون عن العمل ما يؤكد إرتفاع نسبة البطالة الى أعلى مستوى، أما بالنسبة للتطوع في السلك العسكري الذي يعول عليه كثير من الشباب في لبنان وخصوصا في عكار التي تعتبر خزان الجيش اللبناني، فسوف يجد هؤلاء انفسهم ايضا عاطلين ينتظرون مرور عام 2019 الذي ربما يمتد دون اصلاحات لتضيع امالهم في ما بقي من الوطن.

وتضيف هذه المصادر: إن تجميد الوظائف والتطوع في مؤسسات الدولة سوف يُغرق البلد بارتفاع معدل البطالة حوالي الـ 20% عما هو عليه اليوم 42 % ما ينذر بكارثة لا يحمد عقباها وخصوصا ان هنالك عددا كبيرا في كل سنة من الخريجين، فبعد ان كانت الدولة تستقطب عددا ضئيلا منهم، فإنها ستتوقف عن ذلك في عام 2019 إلتزاما بهذا القرار.

يتساءل كثير من المواطنين المتضررين من هذا القرار: اين الوعود والاصلاحات التي ستساهم في تحسين اوضاعهم المعيشية؟، ويعود هؤلاء بالذاكرة الى الجولات المكوكية التي  قام بها الرئيس سعد الحريري عشية الانتخابات النيابية حين اغدق الوعود واعلن عن إلتزامه تأمين 900 الف وظيفة للشباب اللبناني وعن مشاريع واصلاحات كثيرة، يبدو انها تلاشت مع انتهاء الانتخابات النيابية وتشكيل الحكومة، لتنتضم الى وعود سابقة أطلقت وبقيت حبرا على ورق.


مواضيع ذات صلة: 

  1. اليوم جورج وغدا نحن.. الوضع الاقتصادي لا يرحم… أحمد الحسن

  2. عكار بلا وزير في الحكومة الجديدة.. ″مبروك للعكاريين″!… أحمد الحسن

  3. عكار: زحمة السير أزمة مستمرة.. ما هي الأسباب؟… أحمد الحسن


 

Post Author: SafirAlChamal