الانتفاضة تحتفل بالانطلاقة.. كيف بدت العلاقة مع حزب الله وسوريا بعد عام؟… عمر إبراهيم

تجاوزت ″حركة الانتفاضة الفلسطينية″ في لبنان، الانتفاضة التي واجهت انطلاقتها قبل عام ونجحت في فترة زمنية قياسية في اثبات حضو رها وإسقاط صفة التمرد التي اتسمت بها بعد انشقاقها عن حركة فتح الانتفاضة، وما واجهته حينها من ضغوط محلية واقليمية، ما تزال قائمة اقله شكلا لجهة  المقاطعة وغياب  التنسيق مع معظم الفصائل الفلسطينية اضافة الى حزب الله والقيادة السورية. 

لا يخفى على احد حجم الضغوط التي  تعرضت لها الحركة الوليدة منذ ان أعلنت انشقاقها عن فتح الانتفاضة وسلكت عبر قياداتها وعلى رأسهم خليل ديب (ابو ياسر)  طريق التمرد على قرارات الحركة الأم،  بعدما رفض قرار اقالته من منصبه كمسؤول لحركة فتح الانتفاضة في الشمال، وقرر الانشقاق مع مجموعة من العناصر وابقاء كل مكاتب ومقرات الحركة العسكرية والمدنية تحت سيطرته وتحويلها الى الحركة الجديدة التي يتولى امانتها العامة حسن زيدان.  

لم تفلح كل المحاولات في ثني المسؤولين المنشقين عن الرجوع عن قرارهم وتسليم ممتلكات الحركة، حيث سارعوا الى اعلان ولادة حركتهم وبدأوا بافتتاح مكاتب لهم داخل معظم المخيمات الفلسطينية وفي قطاع غزة، بعدما نجحوا في سحب ذرائع  المواجهة العسكرية مع الحلفاء والخصوم وكثفوا من حركتهم السياسية وصولا الى السفير السوري في لبنان لشرح وجهة نظرهم لكنهم لم يبلغوا مبتغاها في الاجتماع مع حزب الله الذي على ما يبدو يلتزم سياسة الحياد ويبتعد عن ازعاج حليفه فتح الانتفاضة.

مقاطعة حزب الله انسحبت على فصائل التحالف الفلسطيني الذي يستثني هذه الحركة من اجتماعاته على عكس منظمة التحرير الفلسطينية التي ابقت على “شعرة معاوية” مع الحركة الوليدة من دون ان يكون هناك اي تنسيق بينهما، في حين تراجعت الضغوط على الحركة بشأن تسليم مكاتبها وسلاحها بعدما رضخ الجميع للعرف السائد في المخيمات وهو الذي يجيز لكل حركة منشقة ان تحتفظ بما بين يديها، وهو كان حصل في الثمانينيات عندما انشقت حركة فتح الانتفاضة عن حركة فتح المركزية واحتفظت حينها بكل ما هو تحت سيطرتها لتعود وتشرب من نفس الكأس بعد عقود مع انشقاق مجموعة منها وتشكيل حركة لهم.

الحركة اليوم تعتبر نفسها جزءاً من حركة المقاومة الفلسطينية ومواقفها تنسجم مع رؤية حزب الله وان كانت العلاقة غير موثقة بينهما، لكنها أعلنت مرارا انها تلتقي مع كل من يعادي اسرائيل وهي تقف الى جانب من اختار السلاح سبيلا لتحريرالارض وإقامة الدولة وعاصمتها القدس، وربما سيكون العرض العسكري والشعبي الأول لها في مخيم البداوي بعد أيام بمثابة اختبار لشعبيتها ومعرفة كيفية تعاطي سائر التنظيمات معها لا سيما انه يسبق احتفال فتح الانتفاضة وفتح المركزية.  


مواضيع ذات صلة:

  1. مخيم البداوي: القوة المشتركة تبدأ عملها وسط حقل ألغام… عمر ابراهيم

  2. مخيم البداوي: ″المتمردون″ يحصلون على الاعتراف الشعبي، فهل يُحتضنون رسميا؟… عمر ابراهيم

  3. مخيم البداوي الى الواجهة.. ″المتمردون″ يعلنون تنظيمهم… عمر إبراهيم


 

Post Author: SafirAlChamal