مخيم البداوي الى الواجهة.. ″المتمردون″ يعلنون تنظيمهم… عمر إبراهيم

badawi 2

تجاوز ″المتمردون″ في مخيم البداوي كل الضغوطات التي مورست عليهم منذ الاعلان عن قرب ولادة منظمتهم الجديدة (حركة الانتفاضة الفلسطينية) وذلك لثنيهم عن القيام بهذه الخطوة التي يعتبرها المتضررون بأنها تساهم في المزيد من تصدع الحالة الفلسطينية وتشتتها الى شيع واحزاب، وفي تغيير المعادلات في بعض المخيمات على صعيد التوازن الداخلي فيها.

لم تكن ″فتح الانتفاضة″ بالتعاون مع حلفائها فلسطينيا ولبنانيا بعيدة عن تلك الضغوط التي مورست، خصوصا أن ما يقوم به ″المتمردون″ يُعتبر إنقلابا حقيقيا على قراراتها التي كانت أعفت مسؤولها في الشمال أبو ياسر ومعه أمين سرها في لبنان حسن زيدان (ابو ايهاب) وبعض قيادات الصف الاول معهما من مناصبهم واستبدلتهم باخرين، وطلبت منهم تسليم المراكز والسلاح، وهو ما قوبل بالرفض، وبانشاء حالة “تمرد” بدأت تقض مضاجع قيادة فتح، مذكرة إياها بما حصل قبل نحو أربعة عقود عندما أعلن ابو موسى انشقاقه عن فتح المركزية بقيادة الرئيس الراحل أبو عمار.

وربما شكل غياب قيادات أحزاب لبنانية وفلسطينية تنضوي تحت لواء فصائل قوى التحالف، شكلا من اشكال تلك الضغوط، التي كانت دفعت بالمنظمين أيضا الى إستبدال مكان الاحتفال المقرر مسبقا في قاعة الوردة البيضاء داخل المخيم ونقله الى مركز الامن عند أطراف المخيم، والذي شهد على ثلاثة عهود، كانت بدايتها مع فتح (ابو عمار)، ثم انتقل الى فتح (ابو موسى) وحاليا الى التنظيم الجديد.

badawi 3

رغم تلك الضغوطات أعلن أبو ياسر نيابة عن أمين سر الهيئة القيادية لتنظيم حركة الانتفاضة الفلسطينية (ابو ايهاب) وبحضور لافت لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية وفاعليات من المخيم عن ولادة التنظيم، الذي يتمسك بشعار”ثورة، انتفاضة، حتى النصر”، وبمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.

إستهل الاحتفال بكلمة ترحيب من العميد يوسف حمدان، وبالوقوف دقيقة صمت عن ارواح شهداء القدس، ثم تحدث ابو ياسر فأكد على “ثوابت التنظيم واهدافه في الدفاع عن المخيمات ونصرة القضية الفلسطينية، وعلى رفض خيار السلاح وحرمة الدماء الفلسطينية، وعلى التنسيق مع كل الاحزاب والقوى اللبنانية والفلسطينية لحماية المخيمات من كل من تسول له نفسه تحويلها الى منصة لاستهداف الجوار اللبناني”.

ربما لم يتغير في كلام أبو ياسر الذي إعتمده طوال مسيرته شيئا من الثوابت التي كان يعلنها دائما، باستثناء موقفه من منظمة التحرير الفلسطينية، واعتبارها الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، وان كان اعلن ان يد ممدوة لكل من يريد التعاون والعمل وفق هذه الثوابت.

يدرك أبو ياسر ومن ناصره ان ما قبل الاعلان عن التنظيم ليس كما بعده، وانهم اصبحوا في مواجهة العاصفة وكل التحديات التي قد تواجههم، وتستخدم فيها اساليب “الترغيب والترهيب” لكي لا بتحول تنظيمه الى حالة تنتقل الى سائر المخيمات في لبنان وخارجه.

Post Author: SafirAlChamal