قندهار تغني الميلاد في غياب عبيد الرايتنغ… نسيم ضناوي

كان يا ما كان في بلاد الافغان مدينة اسمها قندهار استولى عليها طالبان وجعلوها مقرا لحاكمهم ومارسوا فيها كل انغلاق وظلامية وعداوة للألوان.

أما في لبنان فقد ألصق غلمان الصحافة وأغرار الاعلام بمدينة التقوى والسلام فيحاء العلم والعلماء تهمة قندهار وراحوا يصوغون المقالات والبرامج والنشرات الاخبارية لتأكيد زعمهم، ساعدهم في ذلك ما ندر من أبناء المدينة (والنادر لاحكم له) عبر استعمالهم في تقاتلهم واستخدامهم في أجندات دولية وإقليمية ومحلية.

إنطبعت صورة ذهنية عن مدينة طرابلس، أصبحت نمطا أرخى بثقله على حركتها الاقتصادية وأخر نموها، بل وتراجعت كل مقومات التنمية فيها.

انبرى الكثيرون لتغيير هذه الصورة والدفاع عن تاريخية الاعتدال والوسطية والعيش الواحد في مدينة طرابلس العريقة بالمحبة والسلام.

رأيت البارحة المئات بصوت واحد يصدحون بنشر السلام ينشدون بحناجرهم البريئة عطر ميلاد نبع المحبة ورسول الخير، يقولون بأنغامهم العذبة وألحانهم الساحرة فيحاؤنا كانت وستبقى رمزا للوطنية الجامعة بمساجدها وكنائسها بشوارعها وأزقتها وأحيائها بمسلميها من كل المذاهب وبمسيحييها من كل الفئات. غنت الميلاد مع ″سوشيل واي″ برئاسة السيدة وفا خوري، وفاديا دوماني في محاولة للفن وللرقي لنزع صورة ألصقها الاعلام المركزي بها. لا تمت لها بصلة لا من قريب ولا من بعيد.

لكن اين وسائل إعلام شعب لبنان العظيم من هذا الكم الهائل من جمهور السلام والمحبة الذي أتى من كل الشمال ولبنان. أين وسائل إعلام ″الهشك بشك″ السياسي من هذا الدفق الدافئ الراقي من الفرح بميلاد المسيح عليه السلام. أين وسائل الاعلام بعربات نقلها المباشر وكاميراتها العملاقة التي كانت تأتي إلى طرابلس بقدها وقديدها لتغطية جولات العنف المصطنعة، مع الشكر لبعض التلفزيونات التي حضرت ولو على إستحياء.

لو كان ما حدث في قاعة معرض رشيد كرامي الدولي جريمة قتل أو اقتتال أو حادثة مثيرة للرأي العام لهبت تلك الوسائل بكل الطرق لتنقلها مباشرة على الهواء وتقرقع بها رؤوسنا وعيوننا وآذاننا. لكن والحال أنها صورة مشرقة مفعمة بالامل والامن والحب فليست ضمن استراتيجية وتكتيكات هذا الاعلام وتلك الوسائل الاعلامية إلا القلة منهم وبخجل لا متناه.

عذرا فيحاؤنا إن سموك قندهار وانت من ذلك براء وإن ظلموك وظاهروا على ظلمك من أجل تجارتهم وأرباحهم واموالهم. فهم في حقيقتهم قندهاريون ظلاميون أعداء للحقيقة والحق. عبيد للرايتنغ والدولار.


مواضيع ذات صلة:

  1. لبنان يغني الميلاد من طرابلس.. تظاهرة ميلادية لجميعة سوشيل واي

  2. ديو المشاهير.. بلا طعم وبلا لون… نسيم ضناوي

  3. وسائل الفتنة … وفتنة الوسائل… نسيم ضناوي


 

Post Author: SafirAlChamal