الجيش اللبناني في حي الشراونة يفقد الغطاء الذي حصل عليه في صيدا وباب التبانة… عمر ابراهيم

عكس حادث الاعتداء الثاني على الجيش اللبناني في حي الشراونة في بعلبك ، حالة الفوضى التي تعيشها بعض المناطق اللبنانية، التي باتت محميات للخارجين عن القانون  من مافيات المخدرات والسرقات وقطاع الطرق، الذين باتوا يحظون بغطاء سياسي وامني توفره لهم بعض الاحزاب والعشائر، ويعزز ذلك امعانهم في ضرب هيبة الدولة واظهارها عاجزة عن تطبيق القانون على كافة شرائح المجتمع دون استثناء.

الاعتداء الذي تعرض له الجيش في حي الشراونة جاء على خلفية مواجهة سابقة مطلع الشهر الحالي، وتجددت ليل امس بعد استهداف دورية للجيش ما ادى الى سقوط شهيد وجرحى والى توتير الاجواء داخل مدينة بعلبك التي كان سكانها امضوا ليلتهم على وقع اصوات القذائف الصاروخية والرشاشات الحربية على مختلف انواعها ومنها المضادات الارضية التي استخدمها المسلحون من عشيرة ال جعفر وفق المعلومات، واكدتها التسجيلات الصوتية والصور التي وزعت من ارض المعركة وتظهر نشوة الانتصار التي كان يشعر بها هؤلاء خلال اطلاقهم النار والقذائف على الجيش.

ربما لم يكن بالامر المفاجىء تمادي هؤلاء باستهداف الجيش او التاكيد على انهم لا يخضعون لسلطة الدولة اللبنانية، لكن المفاجىء هو في كيفية تعاطي بعض من هم في السلطة مع هذه الاعتداءات حيث غابت عند بعض السياسيين شعارات الدعم للجيش وضرورة الضرب بيد من حديد كما جرت العادة مع اعتداءات كان يتعرض لها في مناطق اخرى وهي اقل بكثير مما تعرض له في بعلبك، فضلا عن غياب التغطية الاعلامية والنقل المباشر لهذا التطور الخطير وكأن ما يحصل هو حادث فردي بين عشيرتين على ارض غير لبنانية.

مواجهات بعلبك وعدم نجاح الجيش حتى اللحظة في حسم الامر على غرار ما حصل في صيدا مع الشيخ احمد الاسير او في طرابلس مع المطلوبين في باب التبانة، يرى فيه البعض انه قد يسهم في فقدان الثقة لدى شريحة بالدولة وبقدرتها على حمايتهم وتطبيق القوانين بعدالة على الجميع بغض النظر عن انتماءاتهم، وهو ما عبر عنه بيان عائلة شهيد الجيش رؤوف يزبك التي اعلنت عدم تسلم جثة ابنها قبل معاقبة الدولة للفاعلين، ″وفي حال  تخازلت عن هذا الدور فنحن أولياء الدم ونحن أصحاب الحق ولا نقبل بموت رخيص لزهرة من شبابنا″. 

وكان الجيش اصدر بيانا اوضح فيه انه ″اثناء مرور دورية تابعة للجيش في محيط حي الشراونة – بعلبك، تعرضت لإطلاق نار كثيف من قبل مسلحين، حيث تزامن ذلك مع تعرض مركز تابع للجيش في حي الشراونة ومركز المطربة في بلدة القصر – الهرمل لإطلاق نار مماثل، فرد الجيش على مصادر النيران، ونتج عن الإشتباك إصابة 4 عسكريين بجروح إصابة أحدهم حرجة. تم تعزيز قوى الجيش في المنطقة لضبط الوضع، وتجري ملاحقة مطلقي النار لتوقيفهم وإحالتهم على القضاء المختص″.


مواضيع ذات صلة:

  1. كيف نجح تجار المخدرات في تحويل  بعض المناطق الى ما يشبه ″الباطنية″؟… عمر ابراهيم

  2. ماذا حصل خلال الساعات الماضية.. وكيف تم سحب فتيل الانفجار؟… عمر ابراهيم

  3. معلومات أمنية تطلب التهدئة بين الحريري ووهاب.. هل تُترجم؟… عمر ابراهيم


 

Post Author: SafirAlChamal