ماذا حصل خلال الساعات الماضية.. وكيف تم سحب فتيل الانفجار؟… عمر ابراهيم

لا شك ان الساعات العصيبة التي عاشها اللبنانيون على وقع التطور الامني الذي شهدته بلدة الجاهلية بين فرع المعلومات وعناصر حزب التوحيد التابع للوزير السابق وئام وهاب، لم تكن لتنفرج بهذه السرعة من دون تدخلات جبارة بذلت على اكثر من صعيد في لبنان وخارجه، خشية من اهتزاز الامن الذي كان على شفير الانفجار.

يمكن القول ان المتابع لمجريات التطورات الاخيرة على وقع  الدعوى الموجهة ضد الوزير وهاب على خلفية تصاريحه التي اعتبرت مسيئة للرئيس الشهيد رفيق الحريري، وما رافقها من تطورات ميدانية من قطع طرقات ومواكب سيارة من قبل مناصري تيار المستقبل وحزب التوحيد، خرج بانطباع بان البلد ذاهب الى المجهول وان قرارا اتخذ بخلق توترات امنية للدفع ايجابا او سلبا على ملف تشكيل الحكومة.

لكن تسارع الاحداث وشعور البعض بامكانية خروجها عن السيطرة بعد  الاشكال المسلح الذي وقع في بلدة الجاهلية وما سبقه من توتر بين مناصري حزب التوحيد والحزب التقدمي الاشتراكي بعد دخول مواكب سيارة الى بلدة المختارة، والمواقف التي اطلقها النائب السابق وليد جنبلاط وحذر من ان المختارة خط احمر، كلها امور دفعت الى مسارعة الاطراف المعنية للعمل على ايجاد تسوية تضمن التهدئة اقله في الوقت الراهن.

ماذا حصل وكيف تم سحب فتيل التوتر، ومنع حصول ردات فعل في الشارع؟، يرى متابع ان ″اصداء التوترات التي كان يشهدها لبنان وتسارعها على نحو لم يكن بحسبان احد، وصلت الى الرعاة الاقليميين والدوليين الذين جددوا تحذيراتهم من اللعب بالملف الامني، واكدوا ان انزلاق لبنان الى فتنة قد يكون من الصعب وقفها لا سيما مع وجود مئات الاف النازحين السوريين″.

ويضيف المتابع ″ان الاطراف المعنية تلقفت الرسالة، وعملت في ليلة وضحاها على تغيير مواقفها والتخفيف من حدة خطابها التصعيدي والرضوخ للتهدئة التي لا تزال الاتصالات السياسية جارية لتثبيتها ومنع حدوث اي خرق او التدخل لضبطه قبل اتساع دائرته″.

ويؤكد المتابع ″ان تراجع الوزير وهاب عن تهديداته والطلب من مناصريه الهدوء واعلانه انه تحت سقف القانون، قابله تهدئة في شارع تيار المستقبل، الذي اقتصرت ردود فعله على مواقع التواصل الاجتماعي ولم يتحرك ميدانيا على غرار ما حصل مع بداية الازمة مع الوزير وهاب، وهو ما يعزز فرضية نجاح الاتصالات السياسية والتمنيات الخارجية بالحفاظ على الاستقرار″.

ويختم المتابع: ″ان الرهان على التزام الاطراف بالتهدئة رهن الساعات والايام المقبلة، لاثبات حسن النوايا، والا فان الامور قد تتعقد مجددا وتفتح الباب امام سيناريوهات يصعب التكهن بنتائجها″.


Post Author: SafirAlChamal