هل بدأت ريشة ملحم الرياشي بالانحناء في معراب؟… مرسال الترس

هل بدأت ريشة وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال وممثل حزب القوات اللبنانية فيها ملحم الرياشي بالانحناء في القيادة المركزية للحزب في معراب؟

صحيح أن العمر المعلن للرياشي في الدائرة الصغرى القريبة من رئيس الحزب سمير جعجع ليس طويلاً ويُعد بالسنوات القليلة، ولكن المهمات التي أنجزها لا تقدر بثمن كما يرى بعض المتابعين..

فالرجل الآتي من حقل الاعلام، بعدما درس ودرّس الشؤون السياسية والتفاوض الاستراتيجي الى ميليشيا تحولت الى حزب، لم يكن بعيداً عنها بالافكار والتوجهات السياسية، بالرغم من أنه قد جاور لفترة مسؤولين كبار في احدى البيوت السياسية المتنية. وباعتراف الجميع نجح في تخفيف الخطاب الاعلامي لحزب القوات الذي كان ما يزال عالقاً في منظومة الاعلام الحربي، وهو إنجاز لم يسبقه اليه من اهتم بهذه الناحية..

الانجاز الثاني والذي اعتبرته بعض الاوساط المسيحية تاريخياً هو نجاحه بزمالته مع النائب المتني ابراهيم كنعان في ردم الهوة الامنية والسياسية والتنافسية على الحضور في المجتمع المسيحي، والتي كانت تفصل حزب القوات عن التيار الوطني الحر وصولاً الى اتفاق معراب.

اما الانجاز الثالث فقد سُجل له أنه كان أول وزير قواتي يلج اسوار بنشعي تحت عنوان طرح مبادرة جديدة لتطوير الاعلام اللبناني، وللدلالة على رمزية اللقاء وكأنه سبق في غير مكانه وزمانه تعمدت محطة الـ MTV على بث رسالة مباشرة من داخل المكتب الذي جمع رئيس تيار المرده النائب والوزير السابق سليمان فرنجيه بوزير قواتي، بعد قطيعة امتدت لاربعة عقود متتالية..

فما هو الخطأ الذي اقترفه الرياشي ليُرسل الى التفاوض مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري نهاية الاسبوع الماضي برفقة (الضابط القواتي السابق) مدير مكتب جعجع ايلي براغيد، وهو الذي أعتُمد منذ تعيينه رئيساً لجهاز التواصل والاعلام في القوات اللبنانية عام 2012 مفاوضاً وحيداً في قضايا شائكة ومعقدة؟.

وهل هناك من سر أو أسرار بالغة الدقة أراد جعجع إيصالها الى الحريري ولم يستطع الرياشي تحمل أعباءها وحيداً؟ أم هو الحسد يحفر تحت أقدام الرياشي من بعض الذين حملوا لواء القوات قبله بكثير؟.

 في كل الظروف هناك علامات استفهام وتعجب كثيرة ومتعددة رسمها بعض المراقبين حول ما حصل وأغدقوا عليها دلالات متنوعة.

والثابت أن الاستاذ المحاضر في مادة جيوستراتيجيا التواصل لم ينجح في إبعاد الشبهات عما جرى، خصوصاً اثناء اطلالاته الاعلامية بعد التاريخ المشار اليه، حيث بدا شخصاً مختلفاً نظرا للعصبية والتوتر اللتين كان يتحدث بهما، واسلوب تعاطيه مع الاعلاميين تبدل 180 درجة حيث منذ توليه حقيبته الوزارية كان يتعاطى معهم وكأنه ما زال واحداً منهم، وصولاً الى الحلقة التلفزيونية مساء الخميس مع الاعلامي مرسال غانم بمشاركة النائب الياس بوصعب الذي هو مستشار لرئيس الجمهورية، حيث خرج فيها الرياشي عن طوره في أكثر من موضوع فكان يرفع صوته عالياً وبحدة!

المهم أن الحقيقة لن تظهر قبل تشكيل الحكومة المنتظرة، فاذا كان أحد وزرائها فكل التحليلات والاستنتاجات تسقط، والاّ فان ريشة الرياشي تكون قد طويت سريعاً كما انتصبت منذ بضع سنوات سريعا من معراب..


Post Author: SafirAlChamal