الرياشي وكنعان… و″الابراء المستحيل″… مرسال الترس

يُجمع كثيرون على ان وزير الاعلام ملحم رياشي وعضو “كتلة لبنان” القوي النائب ابراهيم كنعان في أسوأ ايامهما (مجتمعين ومنفصلين) بعد إنهيار “اتفاق معراب” الذي أمضيا أفضل ايامهما السياسية من اجل الوصول اليه، بحيث اعتبراه زهرة نشاطاتهما المتنوعة قبل الولوج في دهاليز المصالح السياسية التي لا ترحم.

الرياشي الذي كان ناشطاً في العمل الاجتماعي وباحثاً في شؤون الشرق الاوسط والدين المقارن، والاستشاري في الشؤون السياسية والتفاوض الاستراتيجي، وله ابحاث عدة ابرزها “قادة ونكبة” و”يهوذا الاسخريوطي الخائن البار”  و”انتخابات العام الفين العلامة الفارقة”. عمل مستشاراً لوزير الداخلية السابق الياس المر، ومقدماً تلفزيونياً لأحد البرامج السياسية، واستاذاً لمادة جيوستراتيجيا التواصل في احدى الجامعات اللبنانية، الى أن شغل منصب رئيس جهاز التواصل والاعلام في حزب القوات اللبنانية قبل ان يصبح مستشاراً اعلاميا لرئيس الحزب سمير جعجع الذي أوكل اليه مهمة الموفد الخاص للتفاوض مع رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون حيث تم تتويج ذلك بما سمي “اتفاق معراب”.

أما كنعان المتوغل في العمل الحقوقي ولاسيما في عاصمة الضباب ورعاية المصالح البريطانية – السعودية المشتركة على جميع الأصعدة القانونية والتجارية، ومحاضراً في جامعات لندن وباريس وبيروت. ترأس الجمعية اللبنانية المارونية في بريطانيا التابعة للرهبانية اللبنانية المارونية، قبل أن يرشحه العماد عون ليكون نائباً عن منطقة المتن ويوكل اليه التنسيق مع الرياشي في موضع التفاوض مع القوات اللبنانية على إيجاد صيغة تقارب بين الاخوة المتناحرين.

كثيرون من الموارنة واللبنانيين صفقوا لهاتين الشخصيتين اللتين نجحتا في اجتراح معجزة بعد سنوات من التناحر الدموي. فالجهد الذي قام به الرجلان لبضع سنوات للوصول الى ذلك الاتفاق الذي يسّر انتخابات رئاسة الجمهورية والذي كان تحقيقه شبه مستحيل. قد تبدد بعد فترة وجيزة من الممارسة المشتركة في الحكم، بالرغم من كل التحصينات الكلامية والعبارات الطنانة والرنانة التي أطلقت لحمايته من نوايا الأخوة الاعداء الذين لم ينجحوا سوى لاشهر معدودات في أخذ الشقيق الآخر برموش العين المملؤة حقداً وكراهية.

واليوم يحاول الرجلان تغطية “سماوات” الخلافات بـ”أبوات” التعابير الكلامية ذات الالوان الزهرية من الخارج والتي تقول بأن الاتفاق قد وضع الأسس لعدم عودة الخلافات الى المستوى الذي كانت عليه، ولكن من يدرك حجم التباعد القائم والذي يظهر رأس جبل جليده عبر المصطلحات التي يستخدمها مناصرو الطرفين في مواجهاتهما عبر مواقع التواصل الاجتماعي. يتأكد أن الرجلين باتا في وضع الرياضي الذي يتمرن أمام كيس الملاكمة ويُخدع باحدى اللكمات، بحيث يرتد الكيس على وجهه ويرميه أرضاً، وحتى يستفيق من غيبوبته غير المحدودة تكون العديد من الامور قد انقلبت رأساً على عقب. ولذلك يرى المراقبون أن إتفاق معراب بات يشبه في جانب ما مشروع “الابراء المستحيل” الذي تطلب إعداده سنوات وما زال موضوعاً في ثلاجة الانتظار الذي يبدو أن بابها قد سيطر عليه الصدأ ولفه النسيان!.

Post Author: SafirAlChamal