طرابلس: المستقبل يعتمد توزيع الأدوار في إستهداف خصومه… غسان ريفي

كلما إقترب موعد الانتخابات النيابية المقبلة، كلما إرتفعت نسبة التوتر لدى ″تيار المستقبل″ الذي يشعر بأن الوقت بدأ يداهمه من دون أن يتمكن من إستعادة شعبيته لا سيما في الدائرة الثانية شمالا (طرابلس، المنية والضنية) الأمر الذي يدفعه الى الامعان في إستهداف خصومه مستخدما كل أنواع التحريض والتخوين والاتهامات، إضافة الى إعتماده مبدأ الترهيب والترغيب مع الناخبين.

ما يضاعف من ″التوتر الأزرق″ الى درجة الغليان و″فقدان الأعصاب″ هو تنامي حضور اللوائح المنافسة للمستقبل في طرابلس، بدءا من ″لائحة العزم″ التي شكلها الرئيس نجيب ميقاتي من نسيج طرابلس وهي تلقى تجاوبا كبيرا من قبل الناخبين، وقد ترجم ذلك حشدا كبيرا من المؤيدين سواء في مهرجان إعلان اللائحة الذي لم يكن شعبيا وإجتاحته الحشود، أو في مهرجان باب الرمل الذي شكل علامة فارقة لجهة المشاركة الشعبية، مرورا بلائحة ″لبنان السيادة″ التي إستعرض اللواء أشرف ريفي قوته، وحضوره الشعبي مع أعضائها يوم إعلانها الاثنين الفائت، وصولا الى لائحة الكرامة الوطنية برئاسة الوزير السابق فيصل كرامي بالتحالف مع النائب السابق جهاد الصمد والتي فاجأت الجميع بحجم الحضور الذي إجتمع في ساحة كرم القلة والشوارع المحيطة بها يوم إعلانها.

بات واضحا أن الرئيس الحريري أعطى إشارة إنطلاق الاستهداف يوم حضوره الى طرابلس لاعلان لائحته من مركز الصفدي، عندما أكد أن كل صوت يذهب الى اللوائح الأخرى يصب في مصلحة حزب الله والنظام السوري، الأمر الذي إستهجنه الطرابلسيون الذين يدركون أن النظام السوري لم يعد موجودا في طرابلس، وأن حزب الله بعيد عن المدينة أكثر من 80 كيلومترا، وأن الحريري بشهادة الجميع أقرب الى حزب الله وحليفه التيار الوطني الحر أكثر من أي تيار سياسي آخر، ولعل التعاون في الحكومة، والتفاهم على كل المشاريع وعلى توزيع مغانم السلطة بعد الانتخابات أكبر دليل على ذلك.

بعد الاشارة الحريرية باستهداف الخصوم، إنطلقت لعبة توزيع الأدوار، حيث شن النائب سمير الجسر والمرشح جورج بكاسيني هجومين منفصلين على الرئيس نجيب ميقاتي الذي آثر عدم الرد، وهو الذي كان صوّب للرئيس الحريري أكثر من موقف، فانتقل الجسر الى الهجوم على الوزير السابق نقولا نحاس ناصحا إياه من دون أن يسميه بأن يعرض نفسه على طبيب نفسي للتخلص من عقدة رفيق وسعد الحريري، لكن نحاس رد في لقاء مع الاعلاميين على الجسر من دون أن يسميه أيضا، فأكد أن من يحتاج إلى فحص نفسي هو من استمر في الحكم أطول مدة من الزمن، خلال السنوات الماضية، وكانت المحصّلة بأن معظم المؤشرات الأساسية تدهورت بشكل خطير ومستمر، ورغم ذلك لم يأخذ العبر من تجاربه ولم يتعظ.

أما بكاسيني فإنتقل الى الهجوم العنيف على الدكتور محمد نديم الجسر الذي إعتبر أن “ما ساقه مرشح المستقبل بحقه هو دعوة الى القتل والاغتيال، معتبرا أن ما قاله هو إخبار جدي يضعه في عهدة النيابة العامة التمييزية”، هذا بالاضافة الى كثير من الافتراءات التي تشهدها مواقع التواصل الاجتماعي على صعيد الاتهامات والشتائم والصور المفبركة وهي كلها باتت مستهلكة ولم تعد تخدع أبناء طرابلس.

أما جديد هذه الاستهدافات فتمثلت أمس بالمؤتمر الصحافي الذي عقده النائب خالد الضاهر وخصصه للانقضاض على حليفه السابق في وجه “المستقبل” اللواء أشرف ريفي ، حيث بدا واضحا أن العضلات السياسية والشعبية التي أظهرها ريفي في عكار وبيروت وطرابلس خلال إعلان لوائح “لبنان السيادة” في تلك الدوائر قد أخرجت “قيادة المستقبل” عن طورها، فقررت الاستعانة بالضاهر للدخول الى لعبة توزيع الأدوار، وإستهداف ريفي ومحاولة تشويه صورته على مسافة شهر واحد من فتح صناديق الاقتراع.

يشير مطلعون الى أن الدور الذي لعبه الضاهر لم يكن موفقا، بل كان مكشوفا بأنه ينفذ “أجندة زرقاء” تسعى الى النيل من ريفي الذي دخل على خط إرباك قيادات المستقبل، ويلفت هؤلاء الانتباه الى أن الضاهر لم يجف حبر تصريحاته التي أخرج فيها الرئيس سعد الحريري عن كل مبادئ وثوابت ثورة الأرز، وتأكيده بأنه بايع حزب الله، وأن حكومته تغطي إرهاب الحزب، لينتقل فجأة بعد عودته الى بيت الطاعة الأزرق الى الهجوم على ريفي وإتهامه بالخروج عن وحدة الصف السني، متناسيا أن وحدة الصف السني لا تكون بالتخوين، أو في ظل رئيس حكومة يعتبر كل المكونات السنية الأخرى خصوما له ويسعى الى إلغائهم.

يبدو واضحا أن الفترة المتبقية للانتخابات النيابية ستكون عصيبة جدا، في ظل إستعداد “المستقبل” لاستخدام شتى أنواع الاسلحة للحفاظ على وجوده ومواجهة خصومه، الأمر الذي دفع مستشار الرئيس نجيب ميقاتي الدكتور خلدون الشريف في تصريح له أمس الى التحذير من الغرف السوداء، مشيرا الى أنه يتردد الى مسامعنا عن إطلاق حملات ستبدأ قبل أسبوعين من فتح صناديق الإقتراع، غايتها التهشيم و الإفتراء و التجريح، مؤكدا طرابلس تزدري هذا الأسلوب، مشددا على أننا مع الرئيس نجيب ميقاتي، لن ننجر الى الدرك الأسفل و سنحفظ خطوط التواصل مع كل أبناء المدينة و مع اللبنانيين على مساحة الوطن.

مواضيع ذات صلة :

Post Author: SafirAlChamal