لائحة العزم.. بتحكي طرابلسي… غسان ريفي

عندما قرر الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل ″لائحة العزم″ للانتخابات النيابية المقررة في 6 أيار المقبل، كان همّه الأساسي أن يأتي بفريق يشبهه، طرابلسي الهوى والهوية، ملتصق بهموم الناس يعرف معاناتها ويتحسس آلامها، ولديه العزم والاصرار على إخراج طرابلس من واقعها المرير، الى مستقبل أفضل على كل صعيد.

يتباهى الرئيس ميقاتي اليوم بأعضاء ″لائحة العزم″، ولعل الارتياح الذي يبدو عليه، والفرح الذي يغمره عند كل إطلالة لها، تؤكد أنه فخور بإنجاز هذه التشكيلة التي تمثل نسيج طرابلس والساعية الى إستعادة كرامة المدينة وعزتها وقرارها، والى رفع الوصاية السياسية عنها، لكي يكون بعد الانتخابات قرار طرابلس من طرابلس، وقرار طرابلس لطرابلس.

يمكن للبعض أن يختلف سياسيا أو إنتخابيا مع لائحة العزم وهذا أمر طبيعي، لكن ثمة توافق بين السواد الأعظم في المدينة بأن هذه اللائحة دخلت الوجدان الطرابلسي منذ الاعلان عنها، كونها لائحة خالية من الثغرات، غير إستفزازية، منسجمة، متضامنة، فيها حكمة الكبار من المناضلين والمخضرمين في السياسة والعمل الوطني، وعزم الشباب، والأهم من كل ذلك أنها لائحة لم يفرق بين أعضائها الصوت التفضيلي الذي يفتك في لوائح أخرى.

ترى أوساط طرابلسية، أن لائحة العزم أمسكت بالنبض الطرابلسي المتشوق الى قيادة سياسية مستقلة، تخرج من رحم المدينة، تعرف أزماتها وتدرك مشاكلها، وتشكل عامل ضغط من أجل حلها ومعالجتها، وتحصيل الحقوق المهدورة.. قيادة يكون قرارها في طرابلس وليس في أي مكان آخر، تتحرك وفق تطلعات أهلها، وليس بالريموت كونترول، تحاسب من دون محاذير سياسية، وترفع الصوت من دون تحفظات أو إملاءات.. قيادة تعيد طرابلس رأسا في المعادلة السياسية اللبنانية، وشريكة أساسية في الحكم، وقبلة أنظار اللبنانيين من خلال مرافقها العامة القادرة في حال تفعيلها على النهوض بكل لبنان.

وتشير هذه الأوساط الى أن لائحة العزم تجيد لغة الطرابلسيين الذين يريدون الحرية والسيادة والاستقلال والدولة القوية العادلة وحصرية السلاح بيد الدولة، بقدر ما يريدون تنمية وإنماء ومشاريع لا تمتد من جيل الى جيل، ولا تنفَذ بصورة مشوهة، لا تخالف دفاتر الشروط، وبقدر ما يريدون حضورا على مستوى الدولة وفي الوظائف العامة وفي الفئة الأولى والتي تناقصت  خلال الفترة الماضية لمصلحة المناطق الأخرى الى أن وصلت الى حدود العدم.

في الوقت الذي يتحدث فيه الرئيس ميقاتي في كل مناسبة عن تفعيل الخدمات والتقديمات والبقاء الى جانب الطرابلسيين في السراء والضراء والدفاع عنهم وتأمين الحياة الكريمة لهم، وفي الوقت الذي يتحدث فيه أعضاء اللائحة عن معاناة أبناء المدينة وتفاصيل حياتهم اليومية من المشاريع المتوقفة، الى الطبابة والصحة والضمان والبيئة والنظافة والكهرباء وزحمة السير وغيرها كثير مما تعاني منه المدينة، تطل تيارات سياسية أخرى على الطرابلسيين بخطاب فوقي إستعلائي يهدد بالحرمان من الانماء، في حال لم يكن التصويت لمصلحتها، وتحاول النيل من قيادات طرابلس وتوجيه الاتهامات والاساءة إليهم من دون مبرر.

يقول أحد قيادات طرابلس: إن الطرابلسيين يتطلعون الى تيار سياسي يحارب من أجلهم، ويكون معهم في السراء والضراء، ولم تعد تغريهم شعارات جوفاء، أو تيارات حاربوا بالمدينة وأهلها، وأشركوهم في الغرُم مرات عدة، ولم يعطوهم شيئا من الغنُم.

مواضيع ذات صلة :

Post Author: SafirAlChamal