طلاق بين الجماعة والحريري.. ما هي الخيارات الجديدة؟… غسان ريفي

عمليا باتت الجماعة الاسلامية في حل من أي إتفاق مع الرئيس سعد الحريري، وهي بدأت تفتش عن خياراتها الانتخابية التي تراها مناسبة لها.

لم يبلغ الحريري قيادة الجماعة رفضه التحالف معها، بل إن المماطلة التي تعاطى بها معها، أوصلت الرسالة الحريرية إليها، بأن لا مكان للجماعة على اللوائح الزرقاء، خصوصا بعد عرض يتيم جاء بالواسطة يقضي بأن تضم لائحة المستقبل في الدائرة الثانية في بيروت النائب عماد الحوت، شرط أن تتجند ماكينات الجماعة في كل الدوائر الأخرى لخدمة مرشحي تيار المستقبل.

إتخذت قيادة الجماعة قرارها بالطلاق مع الرئيس الحريري، وباشرت إتصالاتها مع قوى سياسية ومدنية أخرى، حيث تشير المعلومات الى أنه تم التوافق على التحالف مع لائحة العائلات البيروتية برئاسة رئيس تحرير جريدة اللواء صلاح سلام، حيث من المفترض أن ينضم النائب عماد الحوت إليها، فيما سيكون للجماعة خيارات مختلفة في الدوائر الأخرى.

تشير المعلومات الى أن الجماعة الاسلامية قررت خوض المعركة الانتخابية في البقاع من خلال مرشحها علي أبو ياسين أو المشرف على العمل الشبابي سامي الخطيب، الى جانب الوزير السابق عبدالرحيم مراد، في حين يستمر التوافق في صيدا بين المسؤول السياسي للجماعة الدكتور بسام حمود وبين الدكتور عبد الرحمن البزري.

لكن المعضلة الأساسية التي تواجهها الجماعة الاسلامية ستكون في الشمال وتحديدا في الدائرة الأولى (عكار) وفي الدائرة الثانية (طرابلس، الضنية والمينة) حيث تتكثف الاتصالات التي تصطدم بحائط مسدود في ظل إكتمال عقد المقاعد السنية في لائحة العزم برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي،  ولائحة الوزير السابق أشرف ريفي، ما يضع الجماعة أمام سلسلة خيارات:

أولا: عقد إتفاق مع الوزير السابق فيصل كرامي لضم مرشحي الجماعة الدكتور وسيم علوان في طرابلس وأسعد هرموش في الضنية، وهو أمر لم يعد مستبعدا في ظل تحالف الجماعة في البقاع مع الوزير السابق عبدالرحيم مراد، خصوصا أن المنطق السائد اليوم هو إنتهاء ما يسمى بقوى 8 و14 آذار، فضلا عن تصريح أمين عام الجماعة عزام الأيوبي أن ″القضية الفلسطينية والمحاولات الأميركية لتهويد القدس ونقل السفارة الاسرائيلية إليها، يشكل قاسما مشتركا بين القوى التي تؤمن بهذه القضية بغض النظر عن الخلافات السياسية الأخرى″، أما وجود جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية (الأحباش) الى جانب كرامي، لم يعد أمرا مستفزا للجماعة خصوصا أن الطرفين خاضا الانتخابات البلدية لدورتين سابقتين على لائحة واحدة.

ثانيا: إنضمام الجماعة الى إحدى لوائح المجتمع المدني التي تفتش عن رافعة شعبية، تمكنها من تأمين الحاصل الانتخابي.

ثالثا: تشكيل الجماعة لائحة خاصة تضم مرشحيها في طرابلس والضنية والمنية الى جانب شخصيات مستقلة، وهذا ما عبر عنه أمس المسؤول السياسي إيهاب نافع عندما أشار الى إمكانية أن تشكل الجماعة لائحتها، نافيا حصول أية إنسحابات للمرشحين وخصوصا أسعد هرموش في الضنية.

أما بالنسبة للدائرة الأولى في عكار، فإن من المرجح أن ينضم مرشح الجماعة الى لائحة النائب خالد ضاهر، أو الى اللائحة التي تضم مرشحين لتيار العزم.

Post Author: SafirAlChamal