لم يتغير سليمان فرنجية ولن يتغير، لا اليوم ولا بعد مئة سنة، هو نفسه في كل موقف وفي كل اطلالة اعلامية حيث يتغلب صدقه وصراحته وشفافيته على كل القفازات التي يلبسها بعض اهل السياسة لكسب مواقف من هنا او بعض التأييد من هناك، فالرجل لا يكترث للبروباغندا الاعلامية ولا يهتم لتلميع صورته خاصة في الظروف الصعبة، فهو يسمي الاشياء باسمائها وهذا ما جعله يحصد احترام الحليف قبل الخصم.
قال سليمان فرنجيه كلمته ومشى، اوصل لناسه قبل الاخرين موقفه من الحراك والحكومة والعهد وسمى من رأه يسير بنا الى الهاوية، واضعا نفسه بتصرف رئيس الجمهورية الذي نريد ان نقف الى جانبه في هذه الظروف الصعبة.
فرنجيه الذي بات يرى ان حالتنا ينطبق عليها تحول الجلاد الى ضحية والضحية الى جلاد، اكد انه ربما لن يشارك في الحكومة، الا انه لن يعرقلها بمعنى ان كتلته لن تحجب الثقة عن التشكيلة الحكومية التي يحاول البعض الاستئثار بالثلث الضامن فيها الذي لم يستعمل يوما بالطريقة الايجابية.
اما عن الحراك فجدد فرنجيه التأكيد ان مطالبه محقة، انما قد يكون هناك انحراف عن الهدف داعيا الى عدم التلهي بأمور محددة بل المباشرة بالاصلاح وتغيير طريقة التعاطي الاقتصادي والعمل لخفض العجز وجلب الاستثمارات، موضحا ان الفوضى لن تجلب الخير لا للبلد ولا للشعب ولا للحكام، مميزا بين الطبقة الحاكمة التي اوصلت الشعب الى القرف والطبقة السياسية التي ليست كلها فاسدة، واضعا نفسه قيد المحاسبة في الوزارات التي تولاها تيار المرده موضحا انه لم يصوت على القرارات الاقتصادية والسياسات الاقتصادية المعروف من يقف وراءها.
فرنجيه الوفي لحلفائه بالامس واليوم وغدا ولمئة عام كما قال، اكد انه لا يقبل ان ينكسر خطنا وانه لا يمارس سياسة الابتزاز فهو اعلن دعمه للحكومة حتى لو كان خارجها، ومشاركته فيها سقفها كرامته وكرامة من يمثل مع ارضاء ضميره ولا احد بامكانه ان يرغمنا على القبول بما يتعارض مع كرامتنا.
وفي موقف لافت اكد فرنجيه وقوفه الى جانب رئيس الجمهورية في هذه المرحلة الصعبة لانه بحاجة الى اناس صادقين الى جانبه لا الى اناس يعملون على كسر مشروعه.
رئيس تيار المرده الذي ردد اكثر من مرة انه لن يخذل حلفاءه اكد انه في صلب 8 آذار ولكنه منفتح على الجميع وانه محترم من الجميع وهذا موقف لا يخجل به فالرئيس سعد الحريري صديقي واحببت الرئيس المكلف حسان دياب بعدما تعرفت اليه.
فرنجيه وفي ختام مؤتمره وردا على اسئلة الاعلاميين وضع اصبعه على الجرح الحكومي كاشفا ان جبران باسيل بجشعه وطمعه يعرقل تشكيل الحكومة ولا يمكن ان نلغي انفسنا من اجل شخص يسير بنا الى الهاوية.