لم يسبق على مدار عقود من الزمن ان نجحت العائلات الصغيرة في المنية رغم الحجم الكبير لناخبيها في اختراق تحصينات العائلات الكبيرة الممكسة على الدوام بمفاصل الحياة السياسية وباللعبة الانتخابية، رغم بعض الاستثناءات المتمثلة حينها بنجاح ابن احدى العائلات الصغيرة النائب السابق محمود طبو في ولوج قبة البرلمان في ظروف سياسية غير مرتبطة على الاغلب بقواعد العملية الانتخابية التي تتقاسم فيها العائلات الكبيرة المقعد النيابي ورئاسة البلدية وتوزع بقية المناصب من مقاعد اختيارية ووظائف في الدولة على العائلات التي تدور في فلكها او تلك المنخرطة في مشروعها السياسي.
ظاهرة وصول النائب طبو الى البرلمان ما زال حديثا يدور همسا بين العائلات الصغيرة مع كل استحقاق انتخابي، من باب شخذ الهمم من دون ان يجد له ترجمة فعلية على ارض الواقع، حيث سرعان ما تتلاشي طموحات البعض في خلق اصطفاف في مواجهة ″هيمنة″ العائلات الكبيرة التي رغم الخصومات التقليدية في ما بينها الا انها في محطات عديدة كانت رمت خلافاتها جانبا وتوحدت في جبهات لمواجهة الاخطار التي قد تقلص من دورها وتاثيرها على الساحة المنياوية، وهي كانت انتفضت واعاقت في العام 2005 محاولة تيار المستقبل تبني ترشيح بسام الرملاوي ″عائلة صغيرة″ على اللائحة ″الزرقاء″ لملىء المقعد النيابي الوحيد للمنطقة، والذي اسند حينها الى النائب الراحل هاشم علم الدين.
ولعل تجربة النائب طبو لم تكن الاستثناء الوحيد، فهناك حالات سجلت ولها ظروفها ومسبباتها ومنها تولى مصطفى عقل والذي يندرج من عائلة متوسطة اقرب الى العائلات الصغيرة رئاسة البلدية، وتلاه في دورة انتخابية اخرى عماد مطر الذي تولى رئاسة اتحاد بلديات المنية وكان اقرب الى تولي رئاسة البلدية لولا العراقيل السياسية التي افضت الى حصول استقالات والى حل المجلس البلدي الذي يستعد ابناء المنية لانتخاب بديل عنه في الـ 27 من الشهر الحالي.
اليوم ومع الحديث الدائر عن بدء تشكيل اللوائح تتركز الانظار الى ما ستؤول اليه المفاوضات والمشاورات داخل منزلي قطبي السياسة في المنية النائب عثمان علم الدين والنائب السابق كاظم الخير، الذين ينسقان مع حلفائهما في العائلات الكبيرة (زريقة، ملص، محيش،الدهيبي، المصري وحلاق) فضلا عن من يدور في فلكهما من العائلات الصغيرة، بهدف اختيار اسماء الاعضاء ال21 والاتفاق على من يتولى من بينهم رئاسة البلدية، مع الاخذ بعين الاعتبار دور “المستقبل” في تذكية بعض الاسماء ضمن لائحة النائب علم الدين، الذي تؤكد المعلومات انه امام احتمالين اما اختيار اسم رئيس للائحته من عائلة كبيرة او العودة الى تسمية عماد مطر الذي يحظى بتعاطف من محيطه وتاييد “ازرق” بعدما كان استقال من منصبه ومعه بعض الاعضاء وفاء لتياره السياسي.
اما بالنسبة للنائب السابق الخير فان خياره على الارجح سيكون في اختيار اسم رئيس لائحته من عائلة زريقة التي تشكل قوة انتخابية فضلا عن الوفاء لها بعد الاطاحة بابنها رئيس البلدية ظافر زريقة الذي كان الى جانب النائب الخير في معركة انتخاب رئيس البلدية قبل تعذر الامر وحصول استقالات وحل المجلس.
على ان هناك احتمالات كبيرة بتشكل لوائح اخرى من المجتمع المدني، تضم اسماء من خليط من العائلات وربما يتولى رئاستها اسم من عائلة صغيرة، او اسماء بارزة تكون استبعدت من اللوائح الرئيسية ما قد يخلط الاوراق ويصعب من حصول انتصار سهل او يقاسم اللائحتين الاساسيتين بعض الاعضاء في المجلس.
فيديو:
-
بالفيديو: اللحظات الأولى لتحطّم طائرة عسكرية أميركية
-
بالفيديو: لحظة انهيار جسر فوق خليج شرقي تايوان
-
بالفيديو: في لبنان.. شاب يقود السيارة بقدميه ويرقص على سطحها
-
بالفيديو: مباراة فنون قتالية بين عبدو شاهين وممثلة لبنانية
لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.
مواضيع ذات صلة:
-
بالارقام.. عدد عائلات المنية وحجمها الانتخابي ومدى تأثيرها في السياسة… عمر ابراهيم
-
انتخابات بلدية المنية: خلط أوراق و″المستقبل″ امام امتحان الوفاء… عمر ابراهيم
-
سفير الشمال تكشف تفاصيل اطلاق سراح عائلتين لبنانيتين من مخيم الهول… عمر ابراهيم