كأن زيتون الكورة لا يكفيه اصابته بمرض عين الطاووس، وانتشار ذبابة الزيتون بين بعض حقوله، واهمال العديد من المزارعين له لتراجع انتاجيته وارتفاع كلفة خدمته وضيق اسواق تصريفه، ومنافسته من الزيوت الاجنبية.. حتى اجتاحته مؤخرا، لا سيما في الكورة الوسطى، ″فراشة الياسمين″ بقضائها على الاوراق اليانعة، وتعريتها لاغصانه من ردائها الاخضر.
وقد تلقى المركز الزراعي في الكورة التابع لوزارة الزراعة بلاغات من الاهالي عن تفشي فراشة الياسمين في بساتين زيتونهم، والبساتين المجاورة. ما دفع برئيسة المركز المهندسة مروى حمود الى نشر تعميم عن الفراشة التي”تضرب خصوصا الزيتون″.
وتظهر ″من الربيع حتى تشرين الثاني حيث تدخل اليرقة داخل الاوراق لتتغذى على نسيجها″، محذرة من ″ضرب الفراشة للثمار في حالة الاصابة القوية″. داعية للتدخل بالعلاج ″عند الاصابة الاقتصادية الواضحة وباكرا قبل استفحالها″. مشيرة الى ان العلاج كخيار اولي يكون ″عبر رش مبيد الباسيللوس البيولوجي او السبينوزاد، ويمكن التدرج بعدها من المبيد الحشري الوقائي الى المبيد الحشري الجهازي″.
وبهذا الصدد يؤكد الملاك فاروق الخوري من بدبا ان ″الامراض تتفشى بالزيتون عند جميع الملاكين، لاقتصارهم في خدمته على فلاحة الارض وحسب دون الخدمات الاخرى″. داعيا البلديات الى ″الاهتمام بالقطاع الزراعي، والمساهمة في رش الحقول لمكافحة الامراض والحشرات، لاسيما ان شعار الكورة زيتونها ولونها الاخضر المستوحى منه″.
في المقابل يجمع المزارعون على ارتفاع كلفة المبيدات وعبء شرائها، لاسيما ان ″علبة المبيد تقارب الخمسين دولار اميركي للبرميلين، في حال توفرها″. محذرين في الوقت عينه من اضرار استعمال المبيدات التي تقضي على الحشرات المفيدة في الطبيعة، واهمية استعمال المبيدات الصديقة للبيئة. ويتمنى الملاك سيزار جبور من كفرعقا ان″ تاخذ الدولة على عاتقها قضية مكافحة حشرات وامراض الزيتون في الكورة، وبشكل خاص مرض عين الطاووس، لان المكافحة الفردية لا تجدي نفعا″. مشددا على ضرورة المحافظة على زيتون الكورة، لميزاته الفريدة وجودته، في مواجهة جميع الاخطار التي تهدده.
وفي حين يشير الملاك جورج البايع الى ان الاصابة بفراشة الياسمين قليلة في منطقة القويطع، نظرا لطبيعة المنطقة المناخية، يبدي رغبته الشديدة في ان″ تشتري الدولة اللبنانية محصول الموسم المقبل من الزيت، لتشجيع المزارعين على العمل في ارزاقهم والبقاء في ارضهم.″ ويوضح الرئيس الفخري لمجلس انماء الكورة المهندس جورج جحى بان″ فراشة الياسمين هي نفسها دودة اوراق الزيتون، وهي بيضاء اللون وتطير ليلا، ولا علاقة لها بالياسمين، وهي تبيض بالمئات، وموسم انتشارها في الربيع او الخريف ونادرا ما يكون في الصيف. ويرقاتها التي تتحول الى ديدان تاكل البراعم الخضراء الطرية، حيث غالبا ما توجد في اغصان اشجار الزيتون الغضة التي ترتوي بالمياه او المزروعة في ارض خصبة.″
ويؤكد ان وجودها″ لا يسبب دوما خطرا فادحا يستوجب المكافحة″. مشددا على اهمية″ استعمال المبيد الجهازي في حالة الضرورة للمكافحة، وفي فصل الصيف″. ويؤكد مصدر مسؤول في وزارة الزراعة ان فراشة الياسمين متفشية فعلا، الا ان خطرها محدود، في هذه الفترة من السنة، على موسم الزيتون، نظرا لعقد الثمار. مشيرا الى ان الحالة لا تستدعي الهلع واستعمال المبيدات، لانها تقضي على نحو عشرة في المئة من الطربين، وتقتصر على الاوراق دون المادة الخشبية، ومع تغيير المناخ تختفي اثارها. ولفت النظر الى ان مجرد وجود مزارعين يهتمون بخدمة ارضهم ورشها لمكافحة ذبابة الزيون، يقضون على الامراض والحشرات ومنها هذه الفراشة، بطريقة غير مباشرة.
مواضيع ذات صلة:
-
الكورة تبحث عن حلول سليمة لنفاياتها… فاديا دعبول
-
بعد وضعها على الخارطة السياحية.. أميون على الخارطة الاثرية… فاديا دعبول
-
الكورة: مشاريع صديقة للبيئة والطبيعة تبصر النور في متريت… فاديا دعبول