حقق المرشح الجمهوري دونالد ترامب فوزا صريحا في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، ليصبح الرئيس الـ47 للولايات المتحدة، ويدخل التاريخ كأول رئيس أميركي مدان بتهم جنائية خلال توليه المنصب.
فوز ترامب المدوي يؤكد قدرة رجل الأعمال الأميركي، رغم ماضيه المثير للجدل والانقسامات الحادة التي أحدثها في المجتمع الأميركي، على استعادة البيت الأبيض متفوقًا على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.
ولد دونالد ترامب في 14 يونيو/حزيران 1946 في نيويورك، ونشأ ضمن أسرة ثرية.
بدأ مشواره في العقارات، متأثرًا بوالده الذي كوّن ثروته من بناء الشقق السكنية.
لم يكن للرئيس ترامب تاريخ سياسي قبل رئاسته، برز على الساحة الأميركية بتصريحاته العالية السقف ومواقفه المثيرة للجدل التي بدأت من إعلانه عن خطط مثل منع المسلمين من دخول أميركا، إلى دعوته للخروج من حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
في ولايته الأولى كرئيس للولايات المتحدة الأميركية (2016-2020)، اتخذ ترامب قرارات أثارت الانقسام، أبرزها انسحاب أميركا من اتفاقيات كبرى مثل الاتفاق النووي الإيراني واتفاقية المناخ.
كما وسّع الجدار الحدودي مع المكسيك ودخل في حرب تجارية مع الصين، بالإضافة إلى انسحابه من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ.
وقد شهدت أميركا في عهده نموًا اقتصاديًا ملحوظًا حتى اندلاع أزمة كوفيد-2019، التي فرضت تحديات اقتصادية واجتماعية كبرى على إدارته.
إبان حملته الانتخابية لعام 2024، أكد ترامب مرارًا قدرته على إنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا بسرعة.
وفي يوليو 2024، أعلن عبر منصة “تروث سوشيال” أنه اتصل بالرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، ووعده بإنهاء الحرب إذا عاد إلى البيت الأبيض.
كما أشار ترامب إلى خطته لإنشاء منطقة منزوعة السلاح كجزء من تسوية النزاع، دون توضيح تفاصيل هذه الخطة.
وخلال رئاسته الأولى، شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية تقلبات ملحوظة. في عام 2017، صرح ترامب بأن الجيش الأميركي “جاهز ومتأهب” للتعامل مع كوريا الشمالية، مما زاد من التوترات بين البلدين.
إلا أن عام 2018 شهد تحولًا في العلاقات، حيث عقد ترامب لقاءً تاريخيًا مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في سنغافورة، ووقعا على وثيقة مشتركة تهدف إلى نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.
لطالما إتسمت سياسة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تجاه إيران بالتصعيد والضغط الأقصى. في عام 2018، انسحب ترامب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية صارمة على طهران، مستهدفًا بشكل خاص قطاعي النفط والمال. وهدفت هذه الإجراءات إلى إجبار إيران على التفاوض بشأن اتفاق جديد يشمل برنامجها النووي ونشاطاتها الإقليمية.
خلال حملته الانتخابية لعام 2024، أشار ترامب إلى نيته مواصلة سياسة الضغط الأقصى على إيران، وأعرب عن دعمه لإسرائيل في مواجهة التهديدات الإيرانية.
لم تخلُ مسيرة ترامب من الأزمات القانونية؛ فقد وُجهت له اتهامات جنائية متعددة في مارس/آذار 2023، وهي سابقة تاريخية لرئيس أمريكي سابق.
شملت التهم نقل وثائق سرية، وتزوير سجلات تجارية، ودفع رشاوى، والاعتداء الجنسي، والتآمر على الحقوق، بالإضافة إلى محاولته التشكيك بنتائج الانتخابات لعام 2020 بعد خسارته أمام جو بايدن.
وفي آب 2023، ارتبطت تهم أخرى بمحاولة أنصاره اقتحام مبنى الكابيتول لتغيير نتائج الانتخابات.
اليوم بات ترامب رئيسا جديدا لأميركا، متحاوزا عملية إغتيال كانت كفيلة بوضع حد لحياته، ومستعيدا منصبه الذي خسره في العام 2020، وبالرغم من أنه الرئيس الأكثر جدلا في التاريخ الأميركي، إلا أنه يحمل في جعبته الكثير من التعهدات التي ألزم نفسه بها خلال حملته الانتخابية وأبرزها: الاستمرار في دعم إسرائيل، وإنهاء الحرب على غزة ولبنان، ووضع حد للحرب الروسية الأوكرانية، وتعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، مضاعفة النو الاقتصادي الأميركي ووقف الهجرة غير الشرعية وتصويب السياسات الخارجية.
Related Posts